قراءة حول العلاقات الالمانية الاوروبية التركية
05/09/2018
اتفاق سوتشي بشأن ادلب اتفاق ثنائي تركي – روسي بدعم دولي
25/09/2018

العالم خذل الشعب السوري

]د. هيثم عياش

 ارتفعت الشائعات والتقارير التي تشير الىى احتماتل هجوم يشنه بشار اسد ومرتزقته يدعم من الفرس والروس  على المعقل الاخير للمعارضة السورية بمحافظة ادلب ، هذه المحافظة التي تزدحم بلاجئي غوطة دمشق ودرعا وحلب وغيرهم من المدن السورية التي أعاد نظام دمشق بدعم عسكري  من روسيا وفارس احتلالها من جديد . هذه التقارير تؤكد ان بدء الهجوم مسألة وقت ربما يتم بين عشية وضحاها وبين ساعة وساعة . وجاء تحريض مسئول ملف سوريا  عن الامم المتحدة ستفيان دي ميستورا روسيا وايران ونظام دمشق لشن حملة عسكرية ضد ادلب  وصف ادلب معقل المعارضة بانها معقل الارهابيين ليزيد من حدة التقارير ويزيد ايضا من حنق المعارضة السورية على دي ميستورا الذي لم يكن منذ استلامه ملف سوريا مستقلا بوساطاته ، فهو كان قد أعلن مرات عديدة  اثناء وجوده ببرلين وميونيخ ودافوس وفي مؤتمرات دولية متعددة رغبته الاستقالة من منصبه لصعوبة  ملف سوريا .

الهجوم على أدلب هاجس قلق لدى حكومات بعض الدول الاوروبية ، وقد كان مقررا عقدة  قمة رباعية تضم المستشارة انجيلا ميركيل ورؤساء فرنسا وتركيا وروسيا يوم السبت المقبل 7 أيلول / سبتمبر بباريس لمناقشة الوضع السوري والحيلولة دون تنفيذ مرتزقة بشار اسد تهديداتهم بالهجوم على ادلب ، الا ان القمة تأجلت الى اجل غير مسمى وسيعقد بدلا منها قمة ثلاثية تضم رؤساء تركيا وفارس وروسيا في طهران يوم السبت المقبل 7 الشهر الحالي .

وقد كانت المستشارة ميركيل قد التقت الرئيس الروسي فلاديميربوتين بمنطقة ميزيبيرج القريبة من برلين في يوم 17 آب / اوغسطس المنصرم تطرقا بشكل مسهب حول الوضع في ادلب اد حثت ميركيل ضيفها بعدم الهجوم .

الا ان مسئول السياسة الخارجية لدى كتلة الخضر بالبرلمان الالماني اوميد نوريبور / من مواليد فارس / عزا دعم الكرملين لبشار اسد غياب الاوروبيين عن سوريا وتركوا الشعب السوري عرضة  للمهالك وخذلوا مع دول عربية ذلك الشعب الذي انتفض من اجل الحرية والكرامة  . وأوضح نوريبور ان الاوروبيين اهتموا قليلا بالشعب السوري  اثر وصول عدد اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على اوروبا خلال الاشهر الاولى  من بدء انتفاضة الشعب السوري الى حوالي 10 الاف لاجئ الا ان اهتمامهم بمقتل اكثر من مليون شخصا لم يحظى مبالاة ، عدا عن ذلك فان هناك دول عضوة بالاتحاد الاوروبي قامت ولا تزال  تمد النظام السوري بالاسلحة والعتاد العسكري غير مبالية  بقرار الاوروبيين بعدم توريد نظام اسد بالاسلحة .

جاء ذلك  بندوة حول سوريا ، دعا اليها مبرة هاينريش بول للدراسات السياسية ببرلين هذا اليوم الاثنين 3 أيلول / سبتمبر .

وأشار رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين  انه لم يكن احد في اوروبا ولا بالولايات المتحدة الامريكية يريد مساعدة الشعب السوري فالرئيس الامريكي السابق باراك اوباما ومعه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا اولند ورئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كمرون وغيرهم وغيرهم كانوا يهددون نظام دمشق بالويل والثبور لاستخدامه الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري عام 2013 ووضعوا ذلك التهديد بسلة المهملات وبقي التهديد فقاعات هوائية كما ان تركيا التي تشارك سوريا بحدود معها وتأوي اليها اكثر من ثلاث مليون لاجئ سوريا كان بامكانها وضع حد لهمجية  وجرائم النظام السوري ضد شعبه منذ الايام والاسابيع والاشهر الاولى من بدء انتفاضة الشعب السوري ولكن اوروبا وحلف شمال الاطلسي / الناتو/ والإدارة الامريكية خذلت انقرة كما خذلت الشعب السوري والمطلوب من اوروبا تغيير سياستهم تجاه سوريا لكسب ثقة الشعب السوري بهم .

لا احد يستطيع اتهام اوروبا بخذلان الشعب السوري فمعاناة ذلك الشعب تكمن بتدويل قضيته واستمرار معاناته  جاءت جراء اشعال الحرب باليمن فالسعودية وقطر كانتا مع تركيا عضدا للشعب السوري وقد ادت الحرب في اليمن والقطيعة بين السعودية وقطر مساعدة ودعم روسيا وفارس بدعم بشار اسد وتحقيق انتصارات له ضد الشعب السوري والضرورة ملحة لإعادة اللحمة بين السعودية وقطر وتركيا من جديد ليس من اجل الشعب السوري بل من اجل  استقرار السلام بمنطقة الشرق الاوسط واوروبا والعالم الاسلامي على حسب قول احد خبراء منطقة الشرق الاوسط والسياسة الاستراتيجية .

هـ/ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *