25 نوفمبر اليوم العالمي
للقضاء على العنف ضد المرأة
أمينه دشان
لا يخفى على أحد كل ما مرت به المرأة السورية من مصاعب. تلك المناضلة الصبورة التي تتميز وتتألق بكل شيء و ما أدراكم ما قدمت من أجل تحقيق أمنيات الشعب السوري. المرأة السورية هي الأم، الزوجة، البنت، و الأخت وهي الرجل خلال غيابه.
هي التي قامت بعدة أدوار يوماً بعد يوم و اجتهدت لتغطي جميع الحاجات. بدأت المرأة تشارك في لمظاهرات لطلب الحرية فلاقت ما لاقاه الرجل من الملاحقات و الاعتقالات و الاغتصاب و التعذيب و الذل في جميع أنواعه حتى أصبح يمر خبر اعتقال النساء كأنه أمر عادي. تقول ناشطة من مدينة داريا إلى أحد وكلات الأنباء: “رأينا وجود النساء إلى جانب الرجال من أول أيام الثورة. نساء وفتيات المدينة كنَ جنباً إلى جنب مع شبابها وخرجن في المظاهرات في داريا ودمشق، ونظمن اعتصامات للمطالبة بإطلاق سراح إخوتهن وأبنائهن وأزواجهن المعتقلين في سجون النظام”. و أوضحت أن النساء اللواتي لم يستطعن النزول إلى الشارع ابتكرن أساليب أخرى فعالة، وابتدعن مناسبات ثورية منها توزيع هدايا العيد لأهالي المعتقلين، وهدايا العيد للمسيحيين، و شمعات الحرية، و زيارة الكنيسة للتهنئة بالعيد, و توزيع المناشير التوعوية و دعوات الاعتصام، و المشاركة في كتابة اللافتات و في إسعاف الجرحى. يضاف إلى ذلك, النشاط الاجتماعي من زيارة عوائل الشهداء و المعتقلين، و تقديم الدعم النفسي و الإجتماعي و المادي لبعضهن، مع تنظيم عدة دورات تدريبية منها دورات الإسعاف الأولية وا ستطاعوا الدخول إلى بعض المناطق لاسعاف الجرحى حتى تحت القصف كما تم أيضاً تنظيم بعض دورات الدعم النفسي للأطفال المصابين بالصدمات. ” كما قامت النساء بحماية بعض الرجال الملاحقين من النظام و ذلك بجعلهم يرتدوا لثام و عباءة و نظارات طبية و استطاعوا الذهاب في السيارة و بقيوا مختبئين لفترة. الشابات يعملن مع الشباب في سائر عمليات تقديم الدعم ونقل المواد الإغاثية وتوزيعها، و كذلك في تنظيم المظاهرات “فالشابات أقدر على التحرك “. فضلًا عن دور المرأة في الإعلام فقد عملت أكثر من فتاة سورية مراسلة للقنوات الفضائية لنقل الواقع السوري ولا ننسى المظاهرات الخاصة بالنساء كمظاهرة قرية البيضا وبانياس واعتصامات وزارة الداخلية كما كان لطالبات الجامعات مثل جامعة حلب دورًا كبيرًا بالمظاهرات السلمية في أوج التضييق الأمني.
أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين منظمات حقوق المرأة؟
و عملت المرأة في أهم و أسمى عمل ألا وهو قطاع الصحة فكان لها دور في المساهمة في إنشاء نقاط طبية و المشاركة في مكاتب الدفاع المدني وعملت على انتشال الجرحى وقامت بالعناية بهم وأظهرت المرأة جسارة قَلما امتلكها كثير من الرجال في هذا المجال في الوقت الذي فر فيه الكثير ممن عملوا بالقطاع الصحي من أطباء وصيادلة وممرضين إلى خارج البلد في حين كانت الثورة بأمس الحاجة إليهم بقيت الكثير من النساء صامدات .
و دور المرأة السورية في مجال التعليم لا يقل أهمية عن أدوارها سابقة الذكر, فالكثير منهن اجتهدن على بناء مدارس جديدة حتى لا ينقطعوا الأبناء عن التعليم و إن كانوا في المخيمات و الملاجئ . فلم يتوقع أحد أن تطول هذه الحرب الشنيعة على سوريا أعواماً طويلة سوريا هي أرض الحضارات و الثقافات أرض الأنبياء لم يكن الأمر بسيطاَ على الأمهات أن يدعن الجهل يغتال أطفالهن. اضطرت بعض السيدات أن تضحين بكل شيء من أجل عوائلهن فعرضوا أنفسهن للخطر و تركوا كل ما يملكن ورائهن حملوا معهن الأوراق الرسمية و بعض الذكريات الجميلة و اتجهن إلى المجهول تحت ظروف مختلفة . البعض غادر تحت التهديد و البعض من الخوف و البعض لم يعد يملك منزلاً و لا عملاً . .في معظم الأحيان لا تتمكن العائلة من المغادرة دفعة واحدة تتشتت و يبقى قلب الأم معلقاً بين زوجها و أولادها فأصبح همهما الشاغل هو تجميع الأسرة تحت سقف واحد أو كما يُعرف ب “لم الشمل”. و لم تكن الخَيارات كثيرة فالوجهات محدودة و لكن الصعوبات كانت كبيرة للغاية و لم ينجو أحداً منها . بدأً من تعلم لغة جديدة و عدم تقبل المجتمع الجديد لهم و التعامل معهم بمنتهى العنصرية وصولاً لاستغلال تُجار الحرب لهؤلاء الأبرياء فلم يقتصر الأمر على التعدي على القاصرات أو استغلال السيدات بل تعدى إلى خطف الأطفال و بيع أعضائهم.
و اليوم نطالب بدعم المرأة السورية نفسياً و معنوياً بإعطاءها الحق بالشكوى على المعتدين عليها و المستغلين ضعفها و اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم كونها إمراة حالها حال أي إمرأة أخرى. فهي مربية الجيل الجديد الذي سوف ينشأ بهذا المجتمع بين أطفاله و شبابه. لسنا نتكلم على واحدة أو اثنتين بل نتكلم على عشرات الآلاف اللواتي ضحيين بكل ما تملكن من أجل هذا الجيل أفلا يستحقن بعض الاحترام!!!