يوم الثامن من آذار … أو يوم العار في التاريخ السوريّ
08/03/2023
الاتفاق السعودي الإيراني يمهد لنهاية أحادية القطب والشرق الأوسط ساحة لحرب باردة
13/03/2023
مشاهدة الكل

يوم المرأة العالمي، تداعياته ومآلاته

يوم المرأة العالمي، تداعياته ومآلاته

أ. فلك شبيب

المركز السوري سيرز 08.03.2023

تحتفل دول العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار في كل عام، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ‏ والتي أنشأت ف تموز يوليو 2010، كيان تابع للأمم المتحدة، وتُعني بالمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة للتصدي للتحديات التي تواجهها ونصرة لها حسب زعمهم.

ووفقا لشعار الأمم المتحدة لهذا العام، فالموضوع الرئيسي للاحتفال هو “المُساواة بين الجنسين اليوم، من أجل غدٍ مستدام “

ان دعوات الغرب لمساواة المرأة بالرجل وحرفها عن فطرتها، وابراز انجازاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتغليبها على دورها الاساسي في “الحفاظ على الاسرة والنسل وتربية النشء” ما هو الا انهيار وانحلال للمجتمعات.

ونلحظ ذلك جلياً من خلال ما نتج عن دعوات المساواة واختلاط المرأة بالرجل، وما آلت اليه من الفساد وتدهور القيم والاخلاق وتفشي الرذيلة والمجون والتفكك الاسري …الخ، والنتيجة هي التآمر على دور نصف المجتمع الذي تمثله المرأة والغائه من قاموسها، وهذا هو هدفهم المخفي.

 ان إطلاق الكلمات البراقة مثل (حرية المرأة، تمكين المرأة، والمساواة الكاملة بين الجنسين في كل شيء)، ما هي كلمات حق ولو تبدو بظاهرها هكذا، ولكن قُصِد بها كل الباطل.

ولقد أطلقتها الهيئات والمنظمات والحركات النسوية التابعة للأمم المتحدة، ضمن اجندات مشبوهة، لخداع المرأة ولتحقق أجندتها وأهدافها التي يصبو اليها الغرب، ليحقق بكل ما يقوم به من تخطيط ممنهج لتدمير المجتمعات من خلال تدمير عمودها الفقري الا وهو المرأة والاسرة.

تهدف تلك الهيئات والمنظمات والحركات وتسعى الى تعميم افكارها واهدافها في باقي دول العالم، لحرف الفطرة الالهية التي ارادها الله للمرأة في جميع الشرائع الدينية منذ ان خلق الله تعالى الخلق الى عصرنا الحالي، وبالرغم من أن المرأة تمثل نصف المجتمع، وتقدم الدعم والرعاية والمودة للنصف الآخر، إلا أنها مهيضة الجناح، ينالها الأذى والاضطهاد والظلم في المجتمعات الغربية التي تدعي الحضارة والتي تريد ان تفرض أجندتها الخبيثة على المجتمعات العربية والإسلامية ليتثنى لها هدم الاسرة ومن ثم التحكم بالمجتمعات لخدمتها.

والسؤال الذي يطرح نفسه في الموضوع، مالهم ولنا، ولماذا التركيز على ما عندنا، وعلى المرأة بالذات؟

 الم يكتفوا بما أحرزوه من تحرير المرأة الغربية من انوثتها وفطرتها، ومساواتها بالرجل وما آلت اليه؟

لقد تولى كِبَر هذا المسار في بلداننا، اناس تواطئوا مع الغرب ورضعوا ثقافته، أو انهزموا أمام مدنيته الزائفة واغتروا بها، فزعموا …. وكذبوا أن دافعهم هو إنصاف المرأة وتحريرها من الظلم، وفك اسرها من القيود.

فدعوى مساواة المرأة بالرجل في كل شيء دعوى منكرة، ومصادمة للفطرة، ومناقضة للشرع، وظلم للمرأة نفسها قبل كل شيء، فلا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة في الأدوار والوظائف، فكل منهما له طبيعتة وبنيته المختلفة، وبالتالي له دور مختلف يتناسب معه.

ان تغيير دور كل منهما بقانون وضعي يعتريه النقص والخلل والخطأ، هو مخالف للقانون الإلهي لهو محض الظلم والتسلط.

إنّ شهادات نساء من دول الغرب ممن عانت مجتمعاتهم من المساواة والاختلاط والتحرر ناصحين قومهم وغيرهم من ان يحذوا حذوهم لهو خير شاهد ودليل.

فالصحفية الامريكية هليان ستانبري تقول: “انصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم واخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حركة الفتاة، بل ارجعوا لعصر الحجاب فهذا خير لكم من اباحية واخلاق ومجون اوروبا وامريكا، امنعوا الاختلاط فقد عانينا منه في امريكا الكثير.

لقد أصبح المجتمع الامريكي مجتمعا مليئا بكل صور الاباحية والخلاعة، وان ضحايا الاختلاط يملؤون السجون، ان الاختلاط في المجتمع الامريكي والاوربي   قد هدد الاسرة وزلزل القيم والاخلاق”.

ان هيئة مثل الامم المتحدة وما يتبعها من حركات نسوية وغيرها من المؤثرين في العالم من الذين ينادون   بالمساواة بين الرجل والمرأة والذي يعود على المجتمعات بالضرر والانحطاط والخراب، كان اولى بهم ان ينادوا بتحرير او مناصرة النساء المضطهدات المعذبات في كثير من دول العالم، والتي ينفرد بحكمها حكام طغاة قائمين على التمييز العنصري او الطائفي، ومثال ذلك ما يحدث في سوريا من حرب إبادة ضد الشعب السوري يقوم به الدكتاتور المستبد الطائفي بشار الأسد.

معاناة النساء في سوريا كبيرة ونصيبهن من القتل والسجن والتهجير والنزوح لا يحصى ولا يوصف، فكم في سجون الطاغية بشار وميليشياته الطائفية من معذبات او مغتصبات.

وَثقَت “الشَّبَكة السُّوريَّة لِحقوقِ الإنْسانِ” فِي 25 تِشْرين الثَّاني 2019 مَقتَل 28076 اِمرأَة على أَيدِي الأطْراف الرَّئيسة فِي النِّزَاع فِي سُورْيَا بَيْن آذار 2011 وَتشرِين الثَّاني 2019، وقد ذكر التَّقْرير أيْضًا أنَّ 90 اِمرأَة بَالِغة قد قُتلْت بِسَبب التَّعْذيب على أَيدِي تِلْك الأطْراف، وأنَّ 10363 اِمرأَة مَا تزالَ قَيْد الاعْتقال أو الاخْتفاء اَلقسْرِي.

 ومازالت المأساة مستمرة والاعداد في ازدياد الى الان ونحن في عام 2023، فاين المنادون بحقوق الإنسان، والحريات الأساسية للجميع دون تمييز من كل ما يحصل للنساء في العالم؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *