هل يكون للاتحاد الأوروبي وزير دفاع؟
هيثم عياش
برلين / 02/02/2023/ يناقش هذا اليوم رئاسة الاتحاد الاوروبي، (رئيسة لجان الاتحاد اورزولا فون دِرْ لايِن، ورئيس الاتحاد شارل ميشيل) في عاصمة اوكرانيا كييف مباحثات مع القيادة الاوكرانية بمقدمتهم رئيس اوكرانيا فولودومير زيلنسكي للبحث حول صيغة مرضية لضم اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي التي وضعها الاتحاد في شهر حزيران / يونيو 2022 ضمن الدول المرشحة لعضوية الاتحاد. عدا عن مناقشة دخول اوكرانيا الاتحاد، فان تطورات الاوضاع الامنية والعسكرية والسياسية ايضا ولا سيما الحرب الذي تشنه روسيا ضد اوكرانيا في مقدمة القمة الاوروبية الاوكرانية.
والتصامن الاوروبي مع اوكرانيا مستمر فأكثر دول الاتحاد وفي مقدمتهم المانيا ترسل معدات عسكرية الى اوكرانيا للدفاع عن نفسها. وبالرغم من اعلان المستشار الالماني اولاف شولتس موافقته على ارسال دبابات من نوع / ليوباردون 2 / القتالية المجهزة بتقنيات حديثة للغاية الا أن المستشارية الالمانية لا تزال تؤكد انها في غير حرب مع روسيا، واصفة تصريحات وزيرة الخارجية آنَّالينا بِرْبوك التي أشارت في وقت سابق من الاسبوع الماضي بأن المانيا تعيش في حرب مع روسيا، بأنه زلة لسان وتصريح غير حكيم. إلا أن المستشارية الالمانية تلتزم الصمت جراء تصريحات وزير الدفاع الجديد بوريس بيستريوس الذي أشار وذلك قبيل استلامه حقيبة الدفاع بأن المانيا شاءت او رفضت فالواقع اننا نعيش في حرب مع روسيا.
المفوضية الاوروبية لها جميع اللجان / الخارجية والداخلية والاقتصاد والتنمية والسياحة / الا انه لا يوجد فيه قسم للدفاع ولذلك فالمناقشات بين المفوضية والبرلمان الاوروبي من اجل افتتاح قسم خاص للدفاع الاوروبي وتعيين وزير دفاع محتدمة منذ الأسابيع القليلة بعيد بدء الحرب الروسية ضد اوكرانيا.
المناقشات من اجل افتتاح قسم وزارة دفاع بالمفوضية الاوروبية قديم، فقد كانت حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر قد اقترحت انشاء جيش اوروبي لمؤازرة جيوش حلف شمال الاطلسي / الناتو / على أن ينتهج سياسة مستقلة. لقي الاقتراح دعما من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. الا ان الاقتراح وضع بأدراج طاولات الاتحاد الاوروبي الى اجل غير مسمى ثم عاد الحديث عنه بعد بدء الحرب الروسية ضد اوكرانيا وجراء ارتفاع مخاوف الاوروبيين من توسعة نطاق الحرب واحتمال اجتياح روسي لدول بحر البلطيق / ليتوانيا ليتلاند وأيستونيا / اضافة الى مولدافيا التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي لهذه الدول.
وزير دفاع اوروبي سَيُبحث عنه ضمن إطار مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام الدوليين الذي سيعقد يومي 17 و19 الشهر الحالي، فإذا ما شاركت موسكو بالمؤتمر فان ذلك يعني احتمال وضع الحرب اوزارها بين مسكو وكييف وإذا ما غابت فاحتمال حرب عالمي يصبح واقعا.