لا حل دائم في المنظور القريب لكارثة إدلب
06/03/2020
أمّ الكوارث السورية: فاجعة الثامن من آذار
09/03/2020

هل لفيروس كورونا حسنات!!!

الكاتب عمار هارون

لا تندهشوا لعنوان المقال فكورونا ليس مجرد فيروس صغير حقير لا يرى بالعين المجردة وبقدرة الله انتشر في العالم انتشار النار في الهشيم وأصحب عدد من أصيب به أكثر من 100000 صديق للفيروس أما المشتبه بإصابتهم وما أُخفي عنا من أرقام أخرى فهو أيضا رقم كبير. وللمرض أعراض الانفلونزا وليس بالضرورة أن يكون مميتا ولكن سرعة انتشاره مذهلة وكذلك لم يستطع للان أن يكتشف العلماء علاجا له أو لقاحا يقضي عليه اذا أعلنت أمريكا قبل بضعة أيام ان اكتشاف العلاج قد يستمر لأكثر من سنة وليس شهورا!!!، وعليه أصبح “فيروس كورونا” أكثر فيلما له شعبية وانتشارا بالعالم وفي شاشات السينمائيات والمرئيات العالمية وأكثر حضورا ولكن للأسف بلا دخل للجيوب وانما تهديد للأنفس وحياة الناس والمشاهدين لهذا الفيلم المرعب وحسب بعض القنوات الإعلامية قد يكون له رفيق آخر قادم على الطريق أنكى وأضرب من هذا الأول ، ونسأل الله العفو والعافية من كل مرض ووباء.

اذا فأين حسنات هذا الفيروس القاتل المفرق للجماعات والمقلق للدول والناشر للرعب بين بني البشر؟ فأي عقل يدعي أن لكورونا حسنات وميزات وإنما له مساوئ فقط ومساوئ . صبرا احبتي سأنبؤكم بما يجول في خاطري وما هي العبرة من هذا الفيروس ولكن من وجهة نظري ولا بد من مقدمة أضعها بين أيديكم.

لا نشك اطلاقا بان هذا الفيروس هو وباء وكذلك بلاء من الله كي يمتحننا وكما أذن له سبحانه وتعالى له بالانتشار تمحيصا لقلوبنا ومعتقداتنا بأن النافع والضار هو الله ولا يحدث شيئا الا باذنه وأمره، وكذلك لن يستطيع أي عالم ان يجد علاجا أو لقاحا الا بأمره سبحانه وتعالى ويسمح لاي عقار بان يكون علاجا لهذا المرض أو ذاك فلا نشطح بنظريات المؤامرة -ولا أنفي وجودها – ولا اتكالنا الكلي على جهود البشر في علاج المرض بل لا بد من الاعتماد على رب البشر ومن ثم الاخذ بالأسباب الدنيوية.

أما اذا رجعنا لإحصائيات الإصابة بالمرض وآثاره السلبية المريعة على الناس والبشر والدول حتى انتشر الهلع والخوف في نفوس الناس لدرجة ان السلام بين الناس أصبح عن بعد وكما شاهدنا أن وزير الخارجة الألماني لم يمد يده لمصافحة رئيسته ميركل خوفا من الكورونا وتقبلت ذلك بكل رحابة صدر مع ابتسامة على الوجه هي ابتسامة تفهم للموقف وليس تهديدا للوزير. فحسنات كورونا يا سادة هي للشعب السوري المصابر المظلوم وفقا للمعطيات التالية:

1-عدد الطلاب المنقطعين عن الدراسة حسب الأمم المتحدة تجاوز 300000000 ثلاثمائة مليون شخص توقفواعن الذهاب للمدارس والجامعات فمنها من اغلق لشهر ومنها لترم كامل حتى أصبح الناس بلا تعليم حتى اجل غير معلوم. ألا يذكرنا بهذا ماذا فعل المجتمع الدولي بالشعب السوري حين حرمه من ابسط حقوقه في التعليم حين سلط عليه آلته الحربية قتلا وتدميرا لكل البنى التحتية متقصدا مدراسه ومناراته العلمية حتى اضحى اكثر من 4 ملايين طالب وطالبة ان لم يكن اكثر بلا تعليم موزعين على خيم التشرد، فهذه بتلك ، فلتشربوا من نفس الكأس لتذوقوا وبال امركم ولتعيشوا فقط واحدة من مئات أزمات الشعب السوري المقهور الذي اعتمد على ربه فقط في محنته فاستجاب له فأصابكم هذا البلاء وحرمكم من الذهاب لمدارسكم وممارسة العملية التعليمية بالشكل الصحيح فأصبحتم جلساء بيوتكم تنتظرون الفرج من كورونا وانجلائه عنكم.

2-أعلنت الأوبك والدول المصدرة للبترول وكذلك اقتصاديات كبرى دول العالم النفير اذا بقي انخفاض أسعار البترول وكذلك الطلب على هذه المادة التي تعتبر في بعض الدول هي الدخل الرئيسي للدولة وكل ذلك بسبب وباء كورونا فقد استطاع ان يؤثر سلبا على الاقتصاد ويهدد استقراره واذا استمر فيلم الرعب الكورونا بالعرض فان انهيار اقتصاد دول حاصل والله اعلم اذا لم يكن لهم دخل غيره ولم يكونوا يفكرون يوما بان ذلك حاصل ، نذكركم بما فعلتم بسوريا وباقتصادها وبنيتها التحتية وتشريد 14 مليون سوري بلا ماوى و لا طعام ولا ابسط مقومات الحياة شبه الكريمة فبخلتم عليه ودمرتم مستقبله الاقتصادي ولم تتركوا حجرا على حجر فهل تظنون انكم تفتلون من العقاب الإلهي ، فهذا ضيفكم الثقيل كورونا قد نزل بساحتكم وبدأ تحريشه باقتصادكم ونسال الله أن يكمل عليه ما دمتم ظالمين ووالغين في دماء الشعب السوري ومدمرين لاقتصاده كي تفوزوا بعقود الاعمار بعد ان استولى البعض على ابار البترول بدعوى حمايتها وليس نهبها!!  “إن الله يدافع عن الذين آمنوا”.

3-ألم ينشر كورونا الرعب والهلع بينكم واصبحتم تخافون من كل صيحة تحسبونها عليكم؟ فالحال واضح لا جدال فيه فالعالم يعيش هجس المرض والاصابة وكل ينتظر دوره حتى بدا العلم يعيش حالة الخوف والرعب والترقب والحالة النفسية التابعة لها. أنسيتم ما سببتم للشعب السوري من مآس لا يعلمها الا الله؟ مرض وآفات وامراض نفسية وجسدية فمنهم المعاق نفسيا وجسديا وذهنيا من هول ما راه من حرب لم تشهدها الأرض قبل ذلك. هل حسبتم ان الله غافل عن ذلك ؟؟ معاذ الله فهو يمهل ولا يهمل.

وعدا عن ذلك حصرتموه في بقعة صغيرة من الأرض لا تتسع له وللملايين الهاربين والفارين من الهلوكوست المدمر حتى ابتلاكم الله بالحجر الصحي للالاف ان لم يكن للمئات خوفا من انتشار عدوى الفيروس فهذه أيضا بتلك، حصار بحصار ومنع بمنع والبادي أظلم.

4-وهذه الافظع، الم يصبكم الفيروس في ابائكم وأمهاتكم واولادكم وكل عزيز وبدأ يتخطفهم من بين ومن امامكم ومن خلفكم حتى اصبحتم بين ليلة وضحاها تنعون الاحبة والاقرباء بسبب هذه الفيروس؟! كذلك فعلتم بالشعب السوري فكم من حبيب وعزيز وقريب وطفل ورجل عجوز وامراءة ثكلى كم فقدوا؟ الرقم فظيع جدا فجاءكم من لا ينساكم السيد كورونا مرسل من عند رب السماء والأرض لكي يهزّ النخوة فيكم وفي عروقكم علها تتحرك من هول ما فعلتموه لأهل الشام شام الرسول فالله سبحانه وتعالى لا يترك عباده فهو كريم وحفيظ.

فاعلموا كلما زاد بطشكم بعباد الله ازداد بطش الله بكم وارسل عليكم كل أنواع الأوبئة والجراد والقمل والكورونا 1  وكورونا 2 فلا يظننّ الظالمون انهم سيفلتون من العقاب إن الان ام اجلا فيد الله ستمد اليهم مهما حاولوا الاختباء او التواري. فهذا شعب عظيم مكرم معزز الشعب السوري تفعلون به ما تفعلون وتريدون ان تهربوا بجريمتكم!!

ان كان بقي لنا من حسنة نذكرها لفيلم الرعب كورونا فهي تذكير الناس بالرجوع لربهم ومراجعة حساباتهم معه ورصد مخالفاتهم لانفسهم او لغيرهم فالله سبحانه وتعالى كريم يقبل العبد متى رجع واناب وهو وحده سبحانه القادر على رفع هذا البلاء او أي بلاء غيره، فالعبرة ان تبدأ التغيير وللافضل عسى الله ان يرحمنا.

وأخيرا نختم بكلمة أن الدول تحارب بعضها بكل أنواع الأسلحة المادية والمعنوية الاقتصادية او السياسية ومنهم يتبع في سياسته مصطلح ما يسمى السياسة الناعمة أو الحرب الناعمة وأيضا الدبلوماسية الناعمة حين لا يتحقق مراد الدولة بالطرق التقليدية فيتجهون لهذا الطريق الخفية التي يحاولون تحقيق مبتغاهم عن طريقها وكذلك ارسل الله ابتلائه على الناس بأنعم طريقة ومخلوق لا يكاد يرى بالعين المجردة بل عن طريق المجهر فأي ابتلاء ناعم هذا صب على هذا العالم الظالم ولغيره العبرة بطريقة الامراض الناعمة التي نرجو أن يكون مردودها قويا عند البشر لئلا يرسل الله علينا فيروسا أنعم من هذا.

 ان الحرب على أهلنا في سوريا من كل اطراف العالم لهي حرب على الله وعلى رسوله وكل شرفاء الامة فالجزاء من جنس العمل فقد حاربتموه على المستوى : التعليم ، الامن، الامراض النفسية و السياسية و الاقتصادية وكل المجالات فجاءكم الرد الاولي “سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا”

“إن الله يدافعوا عن الذين امنوا”

“إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *