مراجعة لكتاب: رؤية استراتيجية… أمريكا وأزمة السلطة العالمية
مؤلفه: زبيغينو بريجنسكي
إعداد: محمد أحمد خليل
المركز السوري سيرز 01.11.2021
ولد زبيغنيو بريجنسكي بتاریخ 28 /آذار 1928 في وارسو في بولندا لأب دبلوماسي، درس بريجنسكي العلوم السياسية والاقتصادية في جامعة ماكغيل بمونتريال ثم في جامعة هارفارد الأميركية، وتناولت أطروحة الدكتوراه التي تخرج بها في جامعة هارفرد عمليات التطهير في كواليس السلطة السوفياتية، عمل في البداية بالمجال الأكاديمي أستاذا في جامعات أميركية، من بينها هارفارد بين عامي 1953 و 1960 وكولومبيا التي تولى فيها إدارة معهد الشؤون الشيوعية (1966- 1968) ويعتبر بريجنسكي من الشخصيات المؤثرة في السياسة الخارجية الأميركية، وكان من اللاعبين الأساسيين في التوقيع على معاهدة كامب ديفيد بين مصر إسرائيل، كما ينسب له الفضل في تطبيع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، كان بريجنسكي عضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي إلا أنه يحمل آراء محافظة- بأنه كان من المنتقدين الأشداء للاتحاد السوفييتي والشيوعية، أيضاً انتقد الغزو على العراق عام 2003 حيث توقع وقتها بان واشنطن ستواجه مصاعب كثيرة، توفي بريجنسكي يوم 29 مايو/أيار 2017 عن 89 عاما داخل أحد مستشفيات ولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة.
أهم مؤلفاته:
رقعة الشطرنج الكبرى: يركز في هذا الكتاب على أنه لا يجوز للولايات المتحدة أن تسمح لأي دولة أخرى بأن تصبح القوة المهيمنة في أوروبا وآسيا.
الاختيار: يتحدث في هذا الكتاب بوجوب عدم الخلط بين قوة أمريكا والقوة غير المحدودة. فرفاهية أميركا متشابكة مع رفاهية العالم، والانشغال الناجم عن الخوف بالأمن الأميركي المنعزل، والتركيز الضيق على الإرهاب، لا يعزز الأمن الأميركي ولا يتوافق مع حاجة العالم الحقيقية للقيادة الأميركية.
الفرصة الثانية: يتحدث عن السياسة الخارجية الأمريكية في عهد كل من جورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن، ويعتقد أن الولايات المتحدة خلال حكم هؤلاء الثلاثة قد فرطت وأهدرت فرصتها الأولى لقيادة العالم، فإن بريجينسكي يرى أن الولايات المتحدة ما تزال لديها فرصة ثانية.
الرؤية الاستراتيجية: “أميركا وأزمة القوة العظمى” يتحدث في هذا الكتاب أن قوة الولايات المتحدة في الخارج مهمة لاستقرار العالم، لكن ذلك يعتمد على قدرة أمريكا على تعزيز “التوافق الاجتماعي والاستقرار الديمقراطي” داخل البلاد.
العلاقات الدولية غير ثابتة ومتقلبة بسبب التوزع المتغير للقوة العالمية وظاهرة اليقظة السياسية الجماهيرية، مع تنامي دور الصين على المستوى الدولي و غيرها من القوى الناشئة يمكن أن يؤدي كل ذلك إلى حدوث صراع فإن على الولايات المتحدة الامريكية السعي للمحافظة على قاعدتها الجيوسياسية، يحاول هذا الكتاب الإجابة عن الأسئلة التالية:
سيتحدث هذا الكتاب أن دور أمريكا سيبقى جوهرية في السنوات القادمة، وأن العالم سيبقى بحاجة لها على جميع المستويات، ويتحدث عن الفكرة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية “قرنا يخص أمريكا” أي أنها ستكون المسيطرة في ذلك القرن، لكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة مع نجاح السوفييت في إطلاق القمر الصناعي الأول، وعدم تحقيق النصر الامريكي في فيتنام.
إلا أن أمريكا أثبتت أنها أكثر قوة ورسوخ مع حلول عام 1991 بتراجع الاتحاد السوفييتي وتفككه، حيث أصبحت الولايات المتحدة هي القوة العظمى العالمية الوحيدة، مما جعل الأمريكيين متفائلين أن القرنين العشرين والواحد والعشرين هما قرنين أمريكيين لم يدم هذا التفاؤل طويلا مع حدوث الأزمة المالية عام 2008 التي أدت إلى اعتراف أمريكا بهشاشة نظامها، أيضاً ظهور الصين وبعض الدول الآسيوية بقدرة على النمو مدهشة في الاقتصاد والتكنولوجيا مما أثار قلق الولايات المتحدة حول مستقبلها.
هذا ما أدى إلى جعل أمريكا تفكر باعتماد رؤية استراتيجية شاملة وطويلة المدى هذه الرؤية تكون قادرة على التصدي لجميع التحديات التي قد تواجهها الولايات المتحدة في مسارها التاريخي المتغير يحاول هذا الكتاب أن يلخص الرؤية الاستراتيجية المطلوبة متطلعة إلى ما بعد عام 2025.
لتحميل الملف 26 صفحة بصيغة بي دي اف PDF من الرابط