المجتمع المدني بين التوظيف والعزل
20/08/2023
المعابر الإنسانية في سوريا
09/09/2023
مشاهدة الكل

ظاهرة المشاريع المتعددة في جسم واحد

ظاهرة المشاريع المتعددة في جسم واحد
د. حسين ابراهيم قطريب

وهي موجودة في التكوين الفيزيائي لجميع المكونات السورية الرئيسية المتصارعة في الجغرافية السورية “النظام المجرم، وقسد الارهابية، وتنظيم داعش المتطرف، والثورة السورية” وما سوف ينشأ الآن في تكوين الجسم العشائري العربي.
– يتكون جسم قسد العسكري من تنظيمي “البي واي دي” الكردي السوري و “البي كي كي” الكردي التركي، وهما تنظيمان ارهابيان انفصاليان، ومن فصائل عشائرية عربية لاحقة بهما بحكم الجوار الجغرافي وسلطة الأمر الواقع.
أما المشاريع المتعددة الكامنة في هذا الجسم المدعوم أمريكيا فهي ما يلي:
١- مشروع انفصالي قومي للكرد السوريين.
٢- مشروع قومي كردي ارهابي متطفل لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي.
٣- مشروع صهيوني يستخدم هذا المكون الارهابي في تفتيت دول المنطقة واستنزاف قدراتها.
٤- مشروع أمريكي يتناغم مع المشروع الصهيوني في هذا المكون الارهابي، ويستخدمه في الحرب على الارهاب.
٥- مشروع روسي – إيراني- أسدي، يستثمر في هذا المكون ضد الثورة السورية وضد تركيا، ولهم فيه مآرب أخرى.
– والجسم العشائري العربي الذي هو في طور التكوين من عشائر عربية عدة في مواجهة قسد الارهابية.
ومعظم المشاريع والأطراف الكامنة في مكون قسد الارهابية ليست بعيدة عنه، ماعدا الجانب الصهيوني، لصعوبة دخوله على العشائر العربية.
وفيما عدا ذلك فالدور الأمريكي حاضر فيه، والدور الروسي كذلك، والدور الايراني، ولايخلو الامر من دور تركي، ودور عربي خليجي، بالاضافة الى دور النظام الاسدي، وثوار الثورة السورية.
وستنسجم العشائر العربية بداية في جسم واحد بدافع مواجهة قسد وطردها من المناطق العربية، وبعاطفة قيم الفزعة بين العشائر، ثم تظهر تناقضاته الكامنة في طبيعته الذاتية العشائرية، وفي تداخلات الأطراف المستثمرة فيه.
ويبدو أن استراتيجية تعقيد المشهد السوري شكلت وتشكل دائما مدخلا واسعا لكل الأطراف الفاعلة فيه.
وقد يكون التعقيد القادم في مشهد المواجهة بين العشائر العربية وقسد الارهابية بالمنطقة الشرقية أشد حبكا وتعقيدا وأخطر من كل مما سبقه من تعقيد على مسرح الصراع في سورية.
ويصعب على القوى المتداخلة فيه ضبط هذا الصراع وإدارته ادارة متوازنة، فيتحول مسرحه إلى مسرح صراع عسكري أوسع بين بعض الأطراف الخارجية، وإما أن يؤدي إلى سقوط النظام الأسدي وخروج إيران وروسيا من سورية وإنهاء الأزمة السورية وفق التصور الأمريكي او يؤدي إلى خروج أمريكا من المنطقة الشرقية واستمرار الصراع في سورية إلى أمد غير محدد .
وظاهرة المشاريع المتعددة في الجسم الواحد موجودة أيضا في جسم النظام الأسدي المجرم، وفي جسم تنظيم داعش الارهابي، وفي جسم الثورة السورية.
وهذا ما أطال في أمد الصراع وحال دون امكانية الحسم العسكري لصالح طرف من أطرافه، وقد يستمر ويطول………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *