التوعية السياسية ضرورة ملحة
27/07/2020
مشاركة روسيا في الشرق الأوسط: بناء قلاع رملية وتجاهل الشوارع
28/07/2020

ضجيج بالبحر المتوسط

هيثم عياش

 كان البحر الابيض المتوسط ولا يزال منذ العصور الاولى من تاريخ الانسانية   منطقة نزاع بين شعوب القارات القديمة للسيطرة عليه وخاصة على مناطق الشرق الاوسط التي تصل اوروبا بآسيا وأفريقيا ، هذا البحر الذي تصل مساحته الى حوالي 2 مليون و 500 الف كلم مربعا  لم يعرف هدوءا منذ آلاف السنين  فهو مهد الحضارات ومطامع اوروبا وآسيا والوليات المتحدة الامريكية وبعض القوى الافريقية ولذلك فالدول التي تقع في شرقه اضافة الى تركيا واليونان وبلاد الشام والجزر التي فيه ولا سيما قبرص  تسعى للحفاظ على كيانها والدفاع عن حقوقها في هذا البحر ولا سيما عن حقوقها بموارده الطبيعية والحيوية الموجودة فيه لصالح الانسان.

وتسعى بعض القوى الاوروبية ومعها ايضا قوى عربية أساءها شفاء الرجل المريض على البوسفور اعادته الى سرير المرض من جديد ، وهذا ما تراقبه الانسانية منذ بدء انتفاضة بعض شعوب الدول العربية ضمن ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / ودعم هذه القوى للمحاولة الانقلابية التي استهدفت تركيا في الخامس عشر من تموز / يوليو عام 2016 .

 ويؤكد رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني سابقا روبريخت بولنتس الذي يرأس حاليا الجمعية الالمانية للمحافظة على صداقة وكيان الشرق الاوسط انه اذا ما وقعت حرب حقيقية بين تركيا وبين واليونان ومعها قبرص وبدعم من الكيان الصهيوني وفرنسا هدفها منع تركيا التنقيب عن الغاز والبترول بمياهها الددولية بدون أن تقوم اوروبا وخاصة المانيا بدور رائد لنزع فتيل هذه الحرب فانها ستمتد الى قلب اوروبا وربما تتدخل الصين وروسيا والولايات المتحدة الامريكية التي تراقب تطورات النزاع بين انقرة واثينا ونيقوسيا وتربص تل ابيب بما يجري بتلك المناطق فالحرب لن تبقى اقليمية بل ستمتد الى اكثر دول العالم وخطرها على الانسانية جمعاء سيتجاوز أضرار الحرب العالمية الثانية. وحث بولنتس الحكومة الالمانية التي ترأس حاليا الدورة النصف سنوية للاتحاد الاوروبي  ولما تحظى عليه من احترام في تركيا واليونان وقبرص بذل جميع الجهود المتاحة للحيلولة دون اطلاق رصاصة واحدة  بالمناطق التي تبحث تركيا بالبحر المتوسط عن الغاز والنفط ، مشيرا ان انه اذا تم العثور على الموردين الحيويين للصناعة والاقتصاد فان اثينا ونيقوسيا سيستفيدان منها اضافة الى تل ابيب وغيرها على حد رأيه ، بندوة تمت عبر / الفيديو/ بتنظيم من الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية يوم أمس الاثنين 27 تموز / يوليو ، بمشاركة عضوة لجان شئون السيباسة الخارجية بالبرلمان الاتحادي عن كتلة التحالف البساري سفيم داجدلين وزميلها عن كتلة الخضر دين اوزدمير / وكلاهما من أصول تركية وكردية /.

وتعرب داجدلين عن رأيها ضرورة فرض عقوبات اقتصادية ضد الحكومة التركية ، فإعادة أياصوفيا مسجدا ضربة موجعة للعلمانية / فتح العين واللام / في تركيا وإيذانا بسيطرة الاسلاميين على الحكم في تركيا ومنها الى العالم والتنقيب التركي عن الغاز والنفط بالقرب من اليونان وقبرص تهديدا لمصالح الكيان الصهيوني بالمنطقة ولذلك فعلى اوروبا وضع حد ، لما وصفته بإطماع تركيا .

وبالرغم من معارضة اوزدمير للحكومة التركية الا انه رأى بأن مساع  لعقد حوار بين انقرة واثينا ونيقوسيا وتل أبيب وباريس أيضا هام للغاية لنزاع  فتيل النزاع قبل استفحاله الى مناوشات عسكرية حقيقية على حد آرائهم .

تركيا التي تسعى لإنهاء مأساة الشعب السوري والفوضى في ليبيا وتسعى بالوقت نفسه بالبحث عن موارد حيوية لمصالحها الاقتصادية كسبت عداوة الكثيرين  الامارات العربية المتحدة ومصر وقبرص والكيان الصهيوني وروسيا وفرنسا والأكراد والولايات المتحدة الامريكية ، ولا بد لوضع حد لهذه العداوات .

الضجيج يسود البحر المتوسط منذ آلاف السنين ، فقد سيطر الفرس على اليونان  مرتين وكلاهما قبل التاريخ الميلادي ما بين أعوام 479 و 490 قبل الميلاد ، واحتل الصليبيون بلاد الشام ليس حماية للمقدسات المسيحية بل لمصالح اقتصادية بحتة واستطاع المسلمون العرب وغيرهم الوصول عبر البحر المتوسط الى أفريقيا ووسط آسيا وتخوم الصين ، وحاول نابليون بونابرت السيطرة على العالم عبر مصر وبلاد الشام وتحاول الصين حاليا ايجاد طريقا تجاريا جديدا ضمن ما يُطلق عليها بـ / طريق الحرير / عبر المتوسط وتسعى روسيا باحتلالها سوريا فرض هيمنتها الاقتصادية والعسكرية على العالم عبر البحر المتوسط ، كما أن أطماع ايران بفرض هيمنتها السياسية والدينية على منطقة الخليج العربي لا تنالها الا عبر بلاد الشام المطلة على البحر المتوسط .

هـ/ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *