سبعون عاما على الناتو
د. هيثم عياش
يناقش زعماء الدول الأعضاء بحلف شمال الاطلسي “الناتو” بالعاصمة البريطانية لندن في وقت لاحق من الاسبوع المقبل تطورات سياسة الحلف، والاحتفال بمرور سبعين عاما على انشاء الحلف المذكور الذي يتعرض حاليا لانتقادات تهدد كيانه.
وكانت المستشارة انجيلا ميركيل قد أكدت بكلمة القتها يوم أمس الخميس 28 تشرين الثاني نوفمبر أمام اعضاء البرلمان الألماني، أهمية فوة الحلف وهيبته كقوة رئيسة بالعالم لإرساء السلام وإنهاء النزاعات، مشيرة أن الحلف هو ضمان الأمن الاوروبي والدفاع عن أوروبا والدول العضوة فيه والانتقادات التي يتعرض لنها بين الحين والآخر تزعزع الثقة به مؤكدة عدم اتفاقها برأي الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون الذي وصف / الناتو / بالميت دماغيا معلنة عن بذل جهود الحكومة الالمانية دعم الحلف في خططه السياسية والعسكرية وبقائه القوة الرئيسية التي تقوم بإنجاز مهام للأمم المتحدة بإحلال السلام وانهاء النزاعات ببعض دول العالم .
الانتقادات التي يتعرض لها الحلف بدأت منذ استلام دونالد ترامب مفاتيح البيت الابيض وايضا اثماء حملته الانتخابية، الامر الذي وراء تشجيع الرئيس الفرنسي مكرون بوضع الحلف موضع تساؤل ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة اذ انه لم ينجز مهام القضاء على الارهاب ومواجهة الخطر الروسي المحدق بأوروبا وبعض دول العالم. وقد فشل زعيم الحلف شتولتنبيرج تراجع مكرون عن انتقاداته للحلف وذلك أثناء لقائه يوم أمس الخميس بالرئيس الفرنسي بباريس.
وقد حذر وزير الخارجية الالماني هايكو ماس ومعه بعض خبراء السياسة العسكرية للناتو من المساس بقدرة الحلف على مواجهة الاخطار المحدقة بالعالم وخاصة اوروبا والدول العضوة فيه وبالتالي فالانتقادات السلبية ستؤثر على العلاقات الاطلسية سلبيا.
ولا تعتبر الانتقادات الفرنسية وايضا انتقادات بعض اعضاء البرلمان الالماني من بينهم عضو لجان شئون السياسة العسكرية والدفاعية يورجيين تريتين بالسلبية، فعلى حد رأي صحيفة / برلينر مورجين بوست – صحيفة بريد برلين الصباحي / انه انذار للحلف يدعوه للاستيقاظ من نومه مشيدة بالرئيس الفرنسي مكرون لأنه لم يتراجع عن وصفه “الناتو” بالميت دماغيا وذلك اثناء استقباله يوم أمس الخميس سكرتير عام الحلف ينس شتولتنبيرج في باريس، وعلى الناتو أن يتخذ الانتقادات ايجابيا وليس سلبيا.
الا ان صحيفة زوددويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا رأت بالانتقادات التي يتعرض لها الحلف المذكور ستؤدي الى إضعافه وليس الى قوته وعلى الاوروبيين الاعضاء بالحلف الذي يعتبر حصنهم المنيع لحمايتهم من الأخطاء المحدقة بهم.