قراءة في كتاب بيت الإسلام المتدهور
23/03/2020
تركيا واليونان والاتحاد الأوروبي: اتجاه سياسي يفتقر إلى شد الحبل
24/03/2020
مشاهدة الكل

خاطرة من وحي كورونا “اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم”

خاطرة من وحي كورونا “اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم”

عمار هارون

لا مراء أن الله سبحانه وتعالى قد أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها”. فنعمه سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى، ومن بينها نعمة الصحة والفراغ. والنفس البشرية بطبيعتها تميل دائما الى الدًعة والاسترخاء والاسترسال في النهل من شهوات الدنيا حتى كأنها ستعيش أبد الدهر ولا تحسب حساب الاخرة بل حتى لا تحسب حساب الابتلاء الذي قد يصيبها بين الفينة والأخرى.

لذا أرسل الله سبحانه وتعالى على الانسان هذا الابتلاء -كورونا- ليستشعر نعم الله عليه وكيف سيكون حاله حين فقْدها؟ فقد تعودنا على حياة نمطية معينة في أكلنا وشربنا وحلنا وترحالنا. وفي حين غفلة من حياتنا وسهونا وقع علينا بلاء كورونا فخربط حياتنا فجعلنا نلتزم البيت مجبرين غير مخيرين ونغير معظم برامج حياتنا التي تعودنا عليها.

ممنوع الخروج والمصافحة والملامسة والسفر خارجا والتسوق واللعب خارجا وحتى الدراسة انقطعنا عنها وتوقفت الاجتماعات والتجمعات، حتى انتشر الرعب بيننا مخافة إصابتنا بفيروس كورونا القاتل المرعب.

ألا يذكر حالنا هذا بحديث ضعيف له ما يقويه من أحاديث اخرى الرسول صلى الله عليه وسلم: “اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم”، ألا ينطبق على حالنا ووضعنا الحالي؟ نعم فعلا لقد تعودنا على النعم وباسترخاء كبير ينمُّ عن غفلتنا.

إذا جبلت النفوس على حب الدنيا فقد جاء الإسلام الحنيف ليعلمها كيف تجمع بين الدنيا والاخرة والاخذ بأسباب التكيف مع كل الظروف القاهرة التي يمكن أن تمر بنا. فهل جربنا برنامج “اخشوشنوا” وبرنامج عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ” أكلما اشتهيتم اشتريتم”. أليس من حق أنفسنا أن نمرّنها على عقبات الحياة الجسيمة والخشنة ونبرمجها وفق مقتضيات الحياة يوم هين ويوم صعب؟

كورونا بصغره وحقارته قد أحسن تأديبنا وقاد أنفسنا الامارة بالسوء الى التنبه للحفر المزروعة في طرقنا كي ننتبه لها فلا نقع فيها.

وسوف تمر علينا أيام أحلك من هذه فهي من ضمن ابتلاءات رب العالمين لنا كي نستقيم، فهي رحمة لنا وليست نقمة “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الانفس والثمرات وبشر الصابرين”.

ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *