اتفاقيات لكن بدون تنفيذ
16/03/2020
خاطرة: كورونا… ووسائل الاتصال الاجتماعي
17/03/2020

ترامب: يغلق جرحا… وينكأ آخر!!

عمار هارون

جراح المسلمين كثيرة ومثخنة ومنتشرة في كل بقاع الأرض، فلا يكاد يندمل جرح في بقعة حتى يُنكأُ في أخرى. هكذا هي جراحنا على الدوام حيث لا يوجد من حكامنا الابطال من يتصدى أو ينبري كي يقف مدافعا عن همومنا ويداوي جراحنا حتى أصبحت قضايا المسلمين على أبواب المجتمع الدولي كمن يقف على أبواب اللئام ينتظر منهم لفتة في لمحة بصر من هذا الزمان الذي تنكر لقضايانا الأكثر عدالة في العالم بأثره، فمن سوريا الى العراق فاليمن وليبيا وكشمير وأخيرا الهند.

ومناسبة الحديث هنا ما وقع في الهند من اعتداءات على المسلمين في نيودلهي العاصمة حيث قام الهندوس والسيخ بمهاجمة بيوت ومساجد ومحلات المسلمين واعتدوا عليها وعلى أصحابها حرقا وفتكا وتدميرا لكل ما يمت صلة بالمسلمين ولم يسلموا حتى وهم في بيوتهم. حدث هذا ولم يكد خطاب ترامب مع ناريندا مودي، رئيس وزراء الهند العنصري، ينتهي حيث قال ترامب موجها كلامه لمودي: يجب علينا أن نتحد معا لمواجهة التطرف الإسلامي. ولم يكد ينته حديثه حتى حدث ما حدث وبدعم من الشرطة الهندية قامت موجة من العنف ضد المسلمين العزل في نيودلهي.

أليس غريبا أن لا يتحدث ترامب عن الانتهاكات الجارية في كشمير المحتلة والقانون العنصري الجديد للتجنيس في الهند الذي يحرم المسلمين من الحصول على حقهم الدستوري في التنجيس كغيرهم من الهندوس والسيخ والبقية !! لم ير المجرم ترامب إرهابا الا في المضطهدين المسلمين كي يحرض على مزيد من العنف ضدهم. فالأرض مليئة بالإرهاب فالفرس المجوس في سوريا والعراق واليمن يمارسون أبشع أنواع الإرهاب والصينيين ضد الايغور إرهاب ما بعده إرهاب والروس في سوريا والبيض ضد السود وهل نسي ترامب اخر اعتداء على مسجد المسلمين في المانيا حيث قتل الإرهابي الألماني الأبيض 8 مسلمين وبعد القاء القبض عليه وتفتيش بيته وجدوا رسالة موجهة لترامب يحييه فيها ويمدح ويعجب بعنصريته للعرق الابيض ووو فالقائمة تطول ولكن الارهابي العنصري ترامب لم ير الإرهاب الا في مسلمي الهند!!! وهل نسي إرهاب اليهود في فلسطين ضد المسلمين هناك أم من منظور الغرب لا يرى الإرهاب معشعشا الا في مناطق المسلمين؟؟

وفي الوقت الذي كان ترامب يخطب في الهند، كان الوفد الأمريكي في الدوحة يوقع على اتفاق انسحاب الجنود الأمريكيين من أفغانستان بعد 18 عاما من الحرب السجال بينهم وبين حركة طالبان الذين فرضوا شروطهم على الطاولة وتحتها بعزة ورفعة مع العلم كانت أمريكا تعتبر أفغانستان منبع الإرهاب الإسلامي من قبل!! فأقفل ترامب جرح أفغانستان ونكأ جرح الهند كي لا يقف نزيف دم المسلمين في أي مكان من العالم ولا يجف. وعندما اشترط الأمريكان سحب السلاح من طالبان كان الجواب: لولاه لما كنا جالسين على الطاولة نتفاوض.

لقد صبرت طالبان 18 عاما تقاتل الامريكان والغرب من أجل حقوقها المكتسبة حتى استطاعت ان تنتزع هذا الاتفاق من فم الأسد ولكن بعد صبر طويل ومعاناة أطول وحنكة سياسية مع العلم أنها كانت تُحارب بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ولكن ايمانها بالله ومن ثم بحقها في العيش الكريم فرضت ارادتها وشروطها على القوة العظمى أمريكا وهكذا الحقوق يا مسلمين لا تؤخذ الا غلابا -كما قال شوقي- صبر وايمان وحسن تكتيك واستراتيجية صالحة وبعد نظر مع الايمان بالله انك تقاتل من أجل حق مشروع كي تحصل على ما تريد. ان فعل المسلون ذلك حصدوا ما يريدون والا فوضعهم كما هو الان مأساوي وحسبي الله ونعم الوكيل.

ان المسلمين ليسوا ضعفاء ان اتحدوا بل أقوياء وان حكمهم طغاة وظالمون مما شجع المتطرفون في العالم على التجرؤ والاعتداء عليهم، بل يجب ان يعرف شذاذ الافاق الذي يتعرضون لنا أننا متمسكين بحقنا مهما طال نضالنا ولنا في طالبان قدوة وفي ديننا ما يجعلنا أعزة وفي عقولنا حكمة تكفي لمواجهة أعتى قوة في العالم باذن الله.

أنما النصر صبر ساعة “يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *