اوروبا وتركيا
هيثم عياش – 16/09/2020
استعرضت المستشارة انجيلا ميركيل ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس صباح هذا اليوم الاربعاء 16 أيلول/ سبتمبر باتصال هاتفي جرى بينهما تطورات اوضاع لاجئي جزيرة ليسبوس والخلاف بين أثينا وأنقرة الذي يكمن بمعارضة اليونان تنقيب تركيا عن الغاز في المياه الشرقية للبحر المتوسط ضمن مياهها الاقليمية والدولية.
وأوضح ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت، تأكيد الحكومة الالمانية دعمها لليونان فيما يتعلق بتطورات الاوضاع بمخيمات لاجئي جزيرة ليسبوس والتخفيف عن الحكومة اليونانية من عبء اللاجئين.
وفيما يتعلق بالخلاف التركي اليوناني، أكد رئيس وزراء اليونان استعداد حكومته للحوار، وان المستشارة ميركيل حثت ميتسوتاكيس على التهدئة وأنها على اتصال مستمر مع الرئيس التركي رجيب الطيب اردوغان لوضع حد للتوتر.
يأتي الاتصال الهاتفي قبيل اجتماع الحكومة الالمانية الاسبوعي هذا اليوم / الاربعاء / لمناقشة وضع اللاجئين في ليسبوس واحتمال استيعاب المانيا بعضهم بعد ان وصل ما استوعبته المانيا من الاطفال اللاجئين المرضى والذين بدون معيل الى حوالي 1553 طفلا مع مرافقين لهم من ضمن حوالي 408 عائلات بوصول اخرى دفعة لهم يوم أمس الثلاثاء 15 الشهر الحالي الى مطار مدينة هانوفر.
كما ويأتي الاتصال الهاتفي بين ميركيل ورئيس وزراء اليونان بعيد ايام قليلة من اتصال هاتفي جرى بين المستشارة ميركيل والرئيس التركي اردوغان من اجل وضع حد لرأب الصدع بين انقرة وأثينا والعمل على حوار مباشر للتوصل الى صبغ مرضية تنهي النزاع وفتيل مناوشات عسكرية قد تقع بين عضوي حلف شمال الاطلسي / الناتو / بتشجيع من باريس التي تحث أثينا على عدم استعدادها للتفاوض مع انقرة لإنهاء الازمة بينهما.
ويأتي الاتصال الهاتفي أيضا بين المستشارة الالماني ورئيس الوزراء اليوناني قبيل اجتماع اوروبي لمناقشة الخلاف التركي اليوناني وسط دعوة بعض اعضاء البرلمان الاوروبي الاوروبيين لاتخاذ اجراءات عقوبات اقتصادية ضد تركيا تضامنا مع اليونان، بالرغم من وجود معارضة المانية لمثل هذه الاجراءات على حسب تأكيد وزير الدولة بالخارجية الالمانية لشئون اوروبا والشرق الاوسط ميشائيل مولر الذي يؤكد بأن دعوة رئيس لجان السياسة الخارجية بالمفوضية الاوروبية يوسيب برويل بالإرغام اذ اضطر جراء مناقشات اعضاء البرلمان الاوروبي وعلى مدى ساعتين يوم امس الثلاثاء تنقيب تركيا عن الغاز بمياهها الاقليمية والدولية بشرق البحر المتوسط، اذ يعتقد اعضاء البرلمان وذلك بادعاءات اثينا ان التنقيب بالقرب من الجزر اليونانية وأيضا بالقرب من قبرص .كما تحث اليونان وقبرص الاوروبيين باتخاذ اجراءات عقوبات ضد تركيا لوقف جماح اردوغان الذي يريد فرض هيمنته على اشرق البحر المتوسط .
والوقع ان تشجيع باريس أثينا ونيقوسيا بالمضي قُدُما ضد أنقرة لا علاقة له بشكل مباشر بتنقيب تركيا عن الموارد الحيوية بالبحر المتوسط وبحر ايجة، انما لانزعاج باريس من دعم أنقرة لحكومة الوفاق الوطنية في ليبيا التي تحظى باعتراف دولي ولا سيما من الحكومة الالمانية والايطالية، بينما تدعم باريس والقاهرة وابو ظبي اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ولذلك فباريس من خلال تشجيعها الاوروبيين على عداوة أنقرة واعلان تضامنهم مع اثينا ونيقوسيا لوضع حد لأي نجاح تحققه تركيا دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا مع ليبيا وغيرها ولا سيما بالبحر المتوسط وايجه.
ولن يكون هناك اتخاذ قرار بعقوبات اقتصادية تُذكر ضد تركيا لحاجة الاوروبيين لأنقرة .
هـ/ع