أمنُ الثورة … العَميلُ المُغَفَّل
10/12/2022
المرأة السورية ما بين التهميش إلى مفاهيم الجندرة العالمية والحفاظ على الثوابت
15/12/2022
مشاهدة الكل

اليوم العالمي لحقوق الانسان … سورية والكرامة

اليوم العالمي لحقوق الانسان … سورية والكرامة

د. خضر السوطري

10.12.2022

يوم ١٠ ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان منذ العام ١٩٤٨ حيث أقر من الأمم المتحدة، يشدّد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديباجته على “الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.”

ويتألّف الإعلان من ديباجة و30 مادة تحدد مجموعة واسعة من حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي يحق لنا جميعنا بأن نتمتّع بها أينما وجدنا في العالم. ويضمن الإعلان حقوقنا بدون أيّ تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل القومي أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي فروقات بين البشر.

* بشكل عام، تتحدث المواد من 3 إلى 21 عن الحقوق المدنية والسياسية، والتي تشمل الحق في مناهضة التعذيب، والحق في العدل والإنصاف الفعال لانتهاكات حقوق الإنسان، والحق في المشاركة في الأعمال الحكومية.

* وتناولت المواد من 22 إلى 27 الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ مثل الحق في العمل، والحق في تكوين النقابات والانضمام إليها، والحق في المشاركة بحرية في الحياة الثقافية للمجتمع.

وفيما يلي أبرز بنود وثيقة حقوق الإنسان:

* المادة 1: تنص على أن جميع الأفراد ولدوا أحراراً، لذا فالجميع لديه أفكاره الخاصة، ويجب أن يعامل الجميع بشكل متساوي وبنفس الطريقة.

*المادة 2: الحقوق الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان متاحة وشاملة للجميع، بغض النظر عن الهوية أو المعتقدات أو الخلفيات الثقافية؛ بمعنى يحقّ لكل فرد التمتع بجميع الحقوق والحريات المنصوص عليها دون تمييز من أي نوع؛ مثل العرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الرأي السياسي، أو الدين، أو الأصل القومي، أو الثروة أو أي وضع آخر، ولا يجوز التمييز على أساس الوضع السياسي، أو القضائي، أو الدولي للبلد، أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص سواءً أكان مستقلاً، أو تحت الوصاية، أو غير متمتع بالحكم الذاتي، أو خاضعًا لأي قيود أخرى على السيادة.

* المادة 3: للجميع الحق في الحياة والعيش بحريّة وأمان.

* المادة 4: لا يجوز اعتبار أحد عبداً، ولا يحق لأحد أن يعامل غيره كعبيد له أو إهانته، أو حتى تجارة العبيد بكافة أشكالها.

* المادة 5: لا يحق لأحد أن يمارس التعذيب أو يعرض أي شخص آخر للمعاملة القاسية أو اللاإنسانية.

* المادة 6: يحظى الجميع بنفس المستوى من الحماية القانونية، بغض النظر عمن يكون وأينما كان في العالم.

* المادة 7: القانون واحد للجميع، ويجب معاملة جميع الأفراد بشكلٍ متساوٍ؛ بمعنى أن الجميع سواسية أمام القانون، ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة منه دون أي تمييز.

* المادة 8: الحق في المطالبة بالحقوق من خلال القانون؛ أي لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه عن أعمال تنتهك الحقوق الأساسية التي يمنحها له الدستور أو القانون.

* المادة 9: لا يجوز القبض على أحد، أو سجنه، أو إبعاده عن بلده ما لم يكن هنالك سبب وجيه لذلك.

* المادة 10: لكل متهم الحق في محاكمة عادلة وعلنية، ويجب أن يكون الحاكم أو القاضي مستقلاً وغير متأثر بالآخرين وغير منتمٍ لجهة معينة؛ أي يجب أن تكون المحكمة مستقلة ومحايدة لتحديد حقوقه والتزاماته وأي تهمة جنائية موجهة إليه.

*وقد أكد التقرير السنوي لشبكة حقوق الانسان في سورية أنَّ الحكومة السورية خرقت القانون الدولي الإنساني والقانون العرفي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، بشكل خاص القرار رقم 2139، والقرار رقم 2042 المتعلِّق بالإفراج عن المعتقلين، والقرار رقم 2254 وكل ذلك دون أية محاسبة.

*وقد قتل حتى الآن قرابة ٤٠٠ ألف انسان اغلبهم مدنيين خلال سنين الحرب الاحدى عشر

*وأسفرت الحرب عن إصابة 2.1 مليون شخص بإصابات تسببت لكثير منهم بإعاقات دائمة، وتم تهجير 13 مليون شخص إلى مناطق اللجوء والنزوح داخل البلاد وخارجها.

*وقد بلغ عدد المرات التي تم فيها استخدام السلاح الكيميائي في سوريا منذ بدء النزاع، بلغ 38 مرة وفق الأمم المتحدة، 32 منها منسوبة للنظام السوري.

*وتُقدّر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أعداد المعتقلين السوريين تجاوزت 154 ألف شخص ما يزالون معتقلين منذ عام 2011، بينهم نحو 112 ألف حالة اختفاء قسري، وذلك حتى أغسطس/آب 2022.

*ولقد قدم “قيصر” عام ٢٠١٩أكثر من 55 ألف صورة لرجال ونساء وأطفال تعرضوا للتعذيب حتى الموت في سجون الأسد، وهو ما أكده مكتب التحقيقات الفدرالي كدليل حقيقي على تعذيب وتجويع وقتل أكثر من 11 ألف مدني رهن الاحتجاز في سوريا.

*ورغم أنه تم عرض الصور في جميع أنحاء العالم، وأنه في عام 2014 تم الاستماع إلى شهادة “قيصر” أمام الكونغرس الأميركي، حيث حذر الولايات المتحدة من أن هناك أكثر من 150 ألف معتقل في سجون النظام السوري يعانون إلى حد كبير. إلا أن صمتاً دولياً كبيراً حول النظام السوري

*ولقد فشل المجتمع الدولي في سورية من تحقيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بسورية. وهذا ما أعلنه المبعوث الدولي في سورية بعد ١١ جلسة في الأمم المتحدة في جنيف وكذلك بعد ١٢ جلسة في آستانة المسار الآخر الذي فرضته الدول المؤثرة في الملف السوري والذي كان يمثل ملف التبريد والضامنين لأطراف النزاع.

ورغم أنه قد صوت مجلس النواب الأميركي بالإجماع على مشروع قانون الإنفاق الدفاعي لعام 2023 بميزانية تقدر بحوالي 858 مليار دولار. وضمن المشروع قانون يعتبر بشار الاسد ممول ومروج ومصنع للمخدرات بالعالم وانه يعتبر خطر على الانسانية .

بعد تصويت مجلس الشيوخ يحال للرئيس الامريكي للمصادقة ويصبح القانون فاعل

وخبير امريكي ان قانون المخدرات بشأن راس النظام السوري يعطي امريكا حق ملاحقته وحتى تصفيته داخل سورية او خارجة كما حصل مع بابلو إسكوبار بارون المخدرات بالعالم.

*مع ذلك لم تكن القرارات الأمريكية بالنسبة لسورية إلا أوراق ضغط وتلويح دون تأثير يذكر وحتى قرارا الحصار قد أثرت على الشعب السوري إلى حد الجوع والظلام ورأس الافعى ما زال بالحفظ والصون.

*لابد في سورية من استخدام البند السابع.

والبند السابع هو بند من بنود ميثاق الأمم المتحدة، تلجأ اليه الام المتحدة لحماية المدنيين في الدول التي تكون فيها أعمال تهدد السلم الأهلي وتهدد حياة المدنيين من خلال العدوان عليهم مما ينتج عنه العديد من الضحايا الابرياء. وينص البند السابع في ميثاق الامم المتحدة على: “فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان”. ويتكون البند السابع من ثلاثة عشرة مادة/  “39- 51 “. وجميع هذه المواد وضعت كما أسلفنا لحماية المدنيين في حالة وقوع عدوان، حيث تخول هذه المواد مجلس الأمن فرض تدابير مؤقتة لحماية المتنازعين قد تصل الى عقوبات اقتصادية وقطع العلاقات الدبلوماسية لتنفيذ قراراته إلا أن هذه التدابير لا تتطلب استخدام القوات المسلحة – اليونوفيل – لتنفيذ القرارات. إلا أنه في حالة عدم نجاح التدابير المؤقتة فإنه يتم اللجوء بإزالة هذا النظام بالقوة.

مؤتمر دايتون والبوسنة:

ولعل السيد ديمستورا وهو المعروف بمهندس مؤتمر دايتون وهو اتفاق تمّ عام ١٩٩٥ حيث انتهت حرب البوسنة بعد ربع مليون شهيد من المسلمين.

وقد كانت أوراق الحرب البوسنية في وسط أوروبا كلها في يد السيد ديمستورا عندما أتت الإرادة الدولية وخاصة الرغبة الأمريكية لإنهاء الحرب وبشكل مفاجئ وفعلاً جمع أوراقه ورتب ذلك اللقاء في إحدى المدن الأمريكية. وانتهت الحرب حقاً. وتم السلام وهي وجهة سياحية هادئة الآن.

وقد حكم القضاء الدولي قبل أكثرمن ٢٧عاماً بالسجن مدى الحياة على الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش، لإدانته بارتكاب مجزرة وجرائم حرب وتحديدا لدوره في حصار ساراييفو ومجزرة سريبرينتسا في 1995، الأسوأ في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتم إلقاء القبض عليه ومات في زنزانته.

هل آن الأوان ليصحوا المجتمع الدولي لجرائم الأسد وهي الأعظم في التاريخ الحديث وكل الأدلة والصور موثقة موجودة لينتصر لشعبٍ حرّ كريم لم ينتفض إلا ليطالب بحق واحد من الحقوق الثلاثين التي أقرتها الأمم المتحدة وهي الحرية والكرامة فدفع ثمنها ضياعه في متاهات العالم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *