الثورة والمصطلحات في السياق السوري
13/09/2023
رياضةٌ عَقليةٌ ثورية (الأولى)
20/09/2023

الهوية الوطنية السورية

الباحث: أحمد محمد الخالد

16.09.2023

الهوية الوطنية السورية المأمولة: هي انتماء سياسي قانوني لسورية يستوي أمامه الجميع ويتجاوز الانتماءات الضيقة لصالح الهوية الوطنية، والهوية تقوم على مفاهيم ومبادئ ديمقراطية وقانونية وقيم وطنية فالهوية الوطنية لا تعني إلغاء هذه الانتماءات أو التنافس معها إنما المفاضلة لصالح الهوية الوطنية وسمو الانتماء للدولة، والهوية المدنية تتشكل من هويات فرعية عائلة أو عشيرة أو جماعة دينية أو قومية أو… لتبني هوية تسمو فوقها وتتشكل هوية وطنية جامعة.

        الهوية: تعبير عن علاقة سياسية أو قانونية أو اجتماعية أو اقتصادية أو جغرافية أو…تعكس الانتماء لهذا الكيان، فالسلطة المجرمة في سورية دعمت الانتماءات الأخرى الفرعية ونفخت فيها لمصالح دون وطنية وعملت للفتنة العرقية والطائفية والمذهبية وحاربت الحوار وتجاوزت العوامل المشتركة؛ فهي من عملت على تشويه وتمزيق الهوية الوطنية السورية وزرعت بذور التفرقة والانسلاخ وهناك من قام بسقايتها ورعايتها فأصبحت الهوية السورية بين التقزيم والتضخيم فالسلطة هي السبب الرئيس لدمج مصطلح السلطة ومصطلح الدولة وكنية الأسد ولقد تحولت السلطة من ركن من أركان الدولة لقاتل وطارد ومعتقل لركن أساسي وهو الشعب وتم تدمير وقصف الركن الثالث وهو الأرض.

كما قامت عصابة الأسد بجرائم حرب بحق الشعب ومنها التغيير الديموغرافي للشعب السوري وتؤدي هذه الأعمال الإجرامية لانتكاس الهوية الوطنية، والبعض من أهلنا في الشتات تراخت هويتهم وضعف إحساسهم بالانتماء لصالح البلد المضيف بسبب إرهاب الأسد المستمر وتأخر سقوطه المحتوم والخلط بين الانتماء للسلطة والانتماء للوطن.

       ويجب تعزيز الوعي الوطني والارتقاء به إلى مرتبة التضحية لأجل وطن يسوده القانون المستمد سلطته من الشعب.

وبتقديري الهوية هي الانتماء الذي يعطي للمواطنة معناها، والانتماء يكون إلى الشعب والأرض وليس للسلطة فالأخيرة ركن من أركان الدولة متغير بخلاف باقي أركان الدولة وقد يخرج عن وظيفته كما في سورية حيث تحول لقاتل، ويعزز الانتماء التفاعل اليومي معهم والمواطنة الفاعلة تجعل من المواطن جزء بنيوي فاعل ومتفاعل بشكل مستمر ومثمر بتوافر الحرية والمساواة والمشاركة.

        تم تشويه الهوية الوطنية السورية من خلال السلطة المستبدة والميليشيا التي جلبتها السلطة وفقدت جوهرها لغياب الضمير والإنسانية والحرية والمشاركة وتقزيم الدولة على مستوى السلطة الحاكمة المجرمة في ظل تجاوز القيم والمبادئ والأخلاق، والربط بين الركون للسلطة والدفاع عنها وعلى حساب الوطن، ومنذ البداية قامت السلطة بجرائم حرب بحق مناطق بعينها والاعتقال بموجب انتماءات معينة وبث خطابات وسن تشريعات تعمق الطائفية وتمزق الهوية وللدول التي وقفت مع النظام المجرم دور في النفخ بالطائفية وتفجير الهوية الوطنية كروسيا وإيران وبالتالي باستمرار سلطة الأسد المجرم لا يمكن العودة للهوية الوطنية الجامعة ولا ننكر تأثير بعض التنظيمات الدون وطنية والتي قد تتحول لعابرة إن سنحت لهم الفرصة في دول الجوار ودورها في تشويه الهوية الوطنية السورية كما هناك دور للتنظيمات العابرة للوطنية في انتفاخ الهوية السورية.

يجب علينا التعاون لتفكيك هذه الألغام الطائفية وتخفيض وإعدام التوتر الطائفي ومحاربة الانقسام والفدرالية والعمل بتفان للحفاظ على هويتنا السورية التي تشكلت عبر التاريخ وكانت جزء من الحضارة حيث يتعزز الانتماء للوطن من خلال مكافحة الخطابات والممارسات الطائفية وبناء دولة القانون وتعزيز الثقة بين مكونات الشعب السوري، فالمواطنة هي الحقوق والواجبات وفقا لعقد اجتماعي بين السلطة والشعب وبتوفر المساواة والحرية والمشاركة وسيادة القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *