على أنقاض التسوية ، التقرير الكامل لعام 2019
26/01/2020
صفقة فيروس كورونا … أم فيروس صفقة العصر!!
28/01/2020
مشاهدة الكل

الهولوكوست السوري من له؟!

الهولوكوست السوري من له؟!

أ. عمار هارون

 اجتمع العشرات من زعماء العالم بمن فيهم الأمير تشارلز والرئيس فلاديمير بوتين ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في القدس يوم الخميس للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتحرير معسكر اعتقال أوشفيتنز فيما وصفه الاحتلال الإسرائيلي بأنه أكبر حدث دولي على الإطلاق.

 هذا الخبر الذي اهتمت به دول العالم بأسرها وتفاءلت معه دول عربية وإسلامية وعالمية وحتى الوفد الذي زار القدس من منظمة التعاون الإسلامي بقيادة وزير الأوقاف السعودي السابق لنا عليه وقفات ووقفات تثير العجب بل أكثر من ذلك الاشمئزاز السياسي والإنساني والأخلاقي وكل الأعراف التي انتظمت في حياة الشعوب منذ الخليقة الأولى.

  فبدايةً، هذا الحدث الذي أصلا شكك به بعض السياسيين كالرئيس البولندي الذي وصفه بأنه أخذ أكبر من حجمه واُستغل سياسياً مع أن الواقعة حدثت في بولندا واليهود هم بولنديون ولكن الاهتمام أخذ منحىً آخر وهو التأكيد على اضطهاد اليهود وعداء السامية.

  والسؤال أين كانت ضمائر العالم عندما اُرتكبت أبشع المجازر والهولوكوست وراح ضحيتها أكثر من مليون قتيل وأكثر من 12 مليون مشرد ومئات الآلاف المفقودين وأكثر منهم معتقلين بلا حقوق وهذا ليس قبل 75 سنة بل منذ 10 سنين ولهذه اللحظة تُرتكب أبشع الجرائم في حق البشرية والإنسانية من قتل وتدمير وتهجير وإبادة حقيقية في سوريا ولكنها لم تحرك ساكناً من الزعماء المجتمعين في القدس الشريف ولا حتى من أبناء جلدتنا الذين انبطحوا لكي يشاركوا ويعزوا المحتل الصهيوني الإسرائيلي ويذرفون دموعهم على قتلى يهود قبل ثلاثة أرباع قرن من الزمان قُتلوا في معسكر في بولندا ولم يسخوا بدمعة واحدة يذرفونها على مواجع الشعب السوري الأبي الذي مازال جرحه ينزف بوفرة بدم نقي صافٍ أصفى من كل من حضر منهم في القدس فإنّا نتساءل هل استطاعوا أن يسمعوا صوت معتقلين من 75 سنة في بولندا ويصل إلى أسماع أولئك المجتمعين في القدس مهما كان جنسهم ولم يسمعوا أصوات وصرخات الشعب السوري الذي لا يبعد عنهم أمتار قليلة شمالاً في سوريا حيث تُرتكب أبشع وأندى جريمة إبادة في التاريخ الحديث فقد وصل صراخهم إلى عنان السماء ولكنها للأسف لم تلامس آذان أولئك الزعماء في القدس .

  والوقفة الأخرى هي استغلال رئيس الكيان الصهيوني روفين الذي ذكر أن الأمر متعلق بالعداء للسامية وأنه يجب محاربة من ينكرها فكأن معاداة السامية أضحت أسمى من تلك الأرواح التي تزهق من السوريين العرب والمسلمين كذلك فدماء إخواننا الفلسطينيين وكل المعذبين والمضطهدين في العالم من المسلمين ولأنهم ليسوا ساميين فلا مانع من قتلهم واضطهادهم وكذلك الاوغور والروهينجا أليسوا هؤلاء ببشر؟! وإنما اليهود هم فقط من يجب أن يتباكى العالم كله على أسوار القدس تخليداً لذكراهم الذي مر عليه ردحاً طويلاً من الزمن!!

  ووقفة ثانية هي هذه المبادئ الصدأة للعالم اليوم وكذلك الأعراف والأصول والقيم السامية التي لم تعد موجودة أصلا لديهم حيث لم يعودوا يرون إلا ما يهمهم ولهم مصلحتهم ولو على دماء وآلام الشعوب الأخرى ومادام حكامنا راضون خانعون لهم لا ينبتون ببنت شفه فلقد تطاول القريب والبعيد على حقوقنا وأعراضنا وتبدلت المفاهيم وانعكست القيم فأصبح المجرم بريء والبرئ مجرماً وانعقدت محاكمات ظالمة لكل من ينتقد النظام العالمي ولو أبيد شعب كامل من أجل ذلك كالشعب السوري الأصيل.

  واخر وقفة هي ان الزعامات المزيفة المنتشرة على البسيطة نست او تناست ان للشعوب ذاكرة قوية تسجل كل الاحداث التي تمر وتمارس عليها لأنها على يقين أنه سيأتي يوم تأخذ بحقها ولن تتساهل مع المزايدين على جرحها الذي ما يزال ينزف من أجل كلمة حق قالتها في وجه الطغيان أو موقف شريف ضد من يمارس الابتزاز السياسي أو الانحراف الأخلاقي.

  ورسالة للمجتمعين الزعماء في القدس نقول لهم أن الحكام زائلون والشعوب باقية فهذه سنة الهية فان لم تتعاطوا مع الشعوب فلن تكونوا في مأمن من مطالباتهم وملاحقاتهم لكل من يتعدى على حقوقهم فليس الدم اليهودي أغلى وأنفس من الدم العربي والإسلامي ولن تنام عين الشعوب ولن تأخذها غفلة قبل ان تسترد كل حقوقها ممن اغتصبها لغير وجه حق.

اتقوا غضبة الشعوب فان لها جولة لن يقوم للباطل بعدها أي قائمة بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *