المانيا/ ضيف إماراتي ثقيل ببرلين – جهد المانيا لوقف جماح ابن زايد
د. هيثم عياش
برلين / 09/06/2019/
من المقرر أن يصل نائب رئيس القوات المسلحة الاماراتية ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد آل نهيان بعد يوم غد الثلاثاء 11 حزيران / يونيو الحالي الى برلين للألتقاء برئيس الدولة فرانك فالتر شتاينماير وإجراء مباحثات يوم الاربعاء 12 مع المستشارة انجيلا ميركيل تتعلق بشكل مسهب اضافة الى العلاقات الالمانية الإماراتية الوضع في اليمن ومنطقة الخليج العربي وقضايا شتى .
تأتي زيارة محمد بن زايد الى برلين بعيد اتصال هاتفي أجرته معه المستشارة انجيلا ميركيل في وقت سابق من شهر أيار / مايو المنصرم وبعيد أيام قليلة من مباحثات مع رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فايز السراج الذي زار برلين يوم 7 أيار /مايو بشأن تطورات الوضع الامني في بلاده بعيد بدء خليفة حفتر استهدافه العاصمة الليبية طرابلس ، فالزيارة ربما من اجل ردع محمد بن زايد عن مغامراته .
وتعتبر العلاقات الالمانية الاماراتية فاترة بعض الشيء . ففي خلال عامي 2009 و 2013 كانت برلين محطة استراتيجية هامة للامارات التي كانت حكومتها تتطلع للانضمام الى حلف شمال الاطلسي / الناتو / فوزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد كان يزور برلين عدة مرات شهريا رسمية وسرية ويشارك مع نظيره الالماني الراحل جويدو فيسترفيليه باجتماعات وزراء خارجية /الناتو / الا أن ابو ظبي لم تلق دعما يذكر من برلين لتحقيق حلمها بدخول / الناتو / فزعيم الحلف السابق اندريس فوغ راسموسين أكد عدم استعداد حلفه النزاع مع ايران ، فدخول الامارات عضوية / الناتو / نتيجته ليست لصالح الناتو مؤكدا ان ابو ظبي تريد دخول الناتو ليس من اجل اهميته بل من اجل إشعال حرب مع ايران ولذلك لا يمكن للناتو / البقاء مكتوف الايدي دون الدفاع عن عضو فيه .
وتتزامن مباحثات ابن زايد ببرلين مع ارتفاع ضجيج طبول الحرب التي تقرع بين الادارة الامريكية وملالي ايران بمياه الخليج العربي فكلاهما يهددان بعضهم بعضا بالويل والثبور يتخلل تهديدهم مغازلة بعضهم بعضها ، اضافة الى غموض الهجوم التخريبي الذي استهدف سفنا تجارية بالمياه الاقليمية لامارة الفجيرة الاماراتية اذ ان الجهة المسئولة عن الهجوم لا توزال غير معروفة ، ربما ايران وربما حكومة من أجل تأكيدها المجتمع الدولي بخطورة ايران ، وربما الادارة الامريكية وراء التخريب لتؤكد لدول الخليج ضرورة البقاء بمنطقهتم بحجة خطر يحدق بهم ، مثل ما حدث بمنطقة الخبر السعودية عام 2004 ، فوقتها طالبت القيادة السعودية ادارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون اثناء وجوده في الرياض سحب فرقته العسكرية من السعودية اذ لم يعد هناك خطر على امن السعودية من العراق ومن القاعدة ايضا ، الا انه رفض بحجة وجود الخطر ، فبعيد ساعات قليلة من عودته الى واشنطن هوجمت فرقة عسكرية امريكية بمنطقة الخبر راح ضحية الهجوم اكثر من عشرين امريكيا نجم عنه عودة كلينتون الى الرياض مؤكدا بقاء فرقته العسكرية .
كما ستشمل المباحثات الحرب باليمن فالامارات تشارك بثقلها الى جانب السعودية في الحرب ضد الحوثيين ضمن ما يُطلق عليه بالتحالف العربي لتثبيت الشرعية . الا ان هناك فرق بين مشاركة السعودية بالحرب والمشاركة الاماراتية ، فالسعودية من اجل حماية حدودها وأمنها أما الامارات فمن أجل تقسيم اليمن من جديد . الحرب المستمرة في اليمن منذ اكثر من خمسة اعوام بحجة وقف جماح ايران اصبحت حرب بين الامارات ومعها السعودية ضد ايران على ارض اليمن فضحايا هذه الحرب الشعب اليمني . وكما أعلنت الحكومة الالمانية منع تزويد السعودية اسلحة وعتاد عسكري ، يطالب اعضاء البرلمان الالماني وخبراء يعملون ضمن وزارات الدفاع والخارجية والداخلية شمل المنع الامارات ، كما ويطالب خبراء السياسة الاستراتيجية الحكومة الالمانية وخاصة المستشارة انجيلا ميركيل بذل الجهود لوقف جماح محمد بن زايد الذي يحاول بسط نفوذه السياسي بمنطقة الخليج العربي بقدراته المالية التي ينفقها ايضا لصالح وأد أي انتفاضة شعبية بالشرق الاوسط تطالب بالاصلاحات ، فهو كما يؤكد مراقبو منطقة الشرق الاوسط يدعم اللواء الليبي السابق خليفة حفتر الذذي يسعى للاطاحة بحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولية لاعادة ليبيا الى نظام معمر القذافي من جديد ، كما ويدعم عسكر السودان ويخشى من فشل سياسته في الجزائر .
ويرى مراقبو الشرق الاوسط بمحمد بن زايد حائلا دون طموحات شعوب المنطقة بالحرية ، ويناشد ناشطو منظمة العفو الدولية والمعهد الالماني لحقوق الانسان وفرع المانيا لمنظمة / مراسلون بلا حدود / المستشارة انجيلا ميركيل التطرق مع ضيفها الإماراتي الثقيل ، الذي تنتظره مظاهرات منددة بسياسته ، التطرق لانتهاكات حقوق الانسان التي يمارسها ببلاده واطلاق سراح نشطاء المجتمع المدني والمعارضة السياسية .
هـ/ع