العرب والغرب والافتراءات على الاسلام
د. هيثم عياش
في آخر مؤتمر صحافي عقده كقائد قوات حلف شمال الاطلسي / الناتو / في أوروبا أكد جون كالفين، انتصار / الناتو / على حلف / وارسو/ العسكري بانهيار الانظمة الشيوعية في أوروبا ، الا أنه أشار عودة النزاع التقليدي بين الغرب والمسلمين من جديد لأن الغرب لا يستطيع ان يعيش بدون عدو والنصر سيكون في آخر المطاف للاسلام بالرغم من الافتراءات التي ستستهدفه والتحريض عليه .
كان ذلك في صيف عام 1989 بالعاصمة القديمة لألمانيا بون .
ثم تبع ذلك المؤتمر والتحذير من الاسلام ندوة حوار الثقافات بمعهد الفريد هيروزين للدراسات الاستراتيجية في فرانكفورت في حزيران من عام 1995 اذ أعلن المفكر الامريكي صموئيل هونينغتون الى وقوع صدام بين الحضارات يكون الاسلام في نهايتها منتصرا ليؤكد ببيت برلين للثقافات الدولية في تشرين اول / اكتوبر من عام 2001 بعيد تفجيرات نيويورك ان الصدام قد بدأ والحرب قد اندلعت .
ومنذ ذلك الوقت وربما قبله أيضا يشحذ المعادون للاسلام الذين صمتوا لفترة طويلة ترقبا لنتيجة نهاية الحرب الباردة بين الشرق والغرب ، بشحذ أقلامهم من جديد بكتابة الافتراءات والتحريض على الاسلام متخذين منه صورة العدو الجدبد اللدود يجب القضاء عليه . التحريض كان وراء بروز شخصيات كانت مغمورة هدفها أن تُفرَفَ بكتابة مقالات او وضع كتب تستهدف الاسلام تحمل اسماءا اسلامية مثل الهندي سلمان رشدي ببريطانيا والسوري بسام طيبي في المانيا وجلال صادق العظم وملحم ملحم وغيرهم ، اتخذ الغرب مقولاتهم بعين الاعتبار على انهم خبراء الاسلام بدون منازع .
وعلى حد رأي سكرتير الدولة السابق بوزارة الدفاع الالمانية فريدبرت فلوجر الذي كان يشغل رئاسة لجان شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الالماني بندوة دعا اليها مركز مكسيم غوركي للحوار وحقوق الانسان هذا اليوم الاحد 29 أيلول / سبتمبر انه جراء التغييرات التي يقوم بها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان آل سعود التي في مقدمتها انفتاح السعودية بشكل اكثر على العالم واقامة الحفلات التي وصفها / على حسب اعتقاده بالماجنة / ووضع جماعة الاخوان المسلمين بقائمة الارهاب واعتقال حملة الفكر الاسلامي / الذي وصفه بالمتعصب / دليل واضح على ان الاسلام قد اقترب أفول نجمه في السعودية وبعض دول الخليج العربي وانه اذا ما افل بشكل تانم بتلك المناطق فان افوله سيشمل جميع بلاد المسلمين / معتبرا دعم سياسة السعودية الجديدة ضرورة ملحة للتعايش السلمي بين الأمم .
والكتب التي وضعها بعض المعادين للاسلام مثل / وداعي من السماء – ونزاع مع محمد / للمصري المرتد حامد عبد الصمد و/استيعاب العدو / لتيلو سارازين الذي وصف القرآن الكريم بكتاب هتلر / كفاحي / وكتاب / ضرورة أفول الاسلام / لفريدبرت فلوجر وتعليق وزيرة الدفاع الالمانية اينجريت كرامب كارينهويزَر التي عزت في زيارتها الاخيرة الى بغداد ان طائرات التورنادو الموجودة لدى الفرقة الالمانية بالعراق هي لمقاومة والقضاء على اي ظاهرة اسلامية تريد النيل من استقرار العراق واصفة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / بالكريه ويثير اسمه الاشمئزاز. وهذا رئيس وزراء سلوفاكيا السابق روبرت قيكو الذي أعلن أنه لن يسمح ببناء مسجد في بلاده ولن يسمح برؤية مسلم يمشي مطمئنا في سلوفاكيا بالرغم من ان فيكو كان يرأس الحرب الديموقراطي الاشتراكي السلوفاكي ، الامر الذي كان وراء اعلان منظمة الاحزاب الشعبية والاشتراكية الدولية الاوروبية فصل الحزب المذكور من قائمتهم . فالأحزاب القومية لم تستطع كسب شعبيتها في فرنسا والمانيا والنمسا وفي بريطانيا واسنكندنافيا الا من كتب المعادين للاسلام وتحريضهم عليه .
ويرى خبراء الحوار السياسي والاحتماعي والديني بندوة مكسيم غوركي المذكورة ان ارتفاع ظاهرة العنصرية والتمييز الديني في المانيا ودول اوروبية يعود الى افتقار الحوار والخوف من ما يُطلق عليه بـ / الاسلام السياسي / فإضفاء صفة السياسة على الاسلام يجب وضع حد لها بالرغم من أن هذه الصفة مصدرها ابو ظبي لتتلقاها الرياض والقاهرة وتنشرها في اوروبا ، فالاسلام دين جامع لنواحي الحياة والحوار مع حملة الفكر الاسلامي ضرورة ملحة لوضع حد لظاهرة المعاداة للاسلام لأنها من ضمن العنصرية والتمييز الديني . والاساءة للاسلام واستهدافه ارتفعت بشكل ملحوظ باستهداف الرئيس التركي رجب الطيب ارودغان ، وهو ما نقرأه بالصحف الشعبية الالمانية والاوروبية مثل الـ / بيلد / والـ / اكسبريس / ، هذه الصحف التي تصدر عن دار اكسيل شبريبنجر / الاعلامية / بوق الصهيونية في اوروبا فمنذ نجاح حزب العدالة والتنمية التركي واستلام اردوغان رئاسة وزراء تركيا كان المعادون للاسلام يصفون اردوغان بالسلطان وانه يريد احياء دولة الخلافة الاسلامية العثمانية وما ان اصبح رئيسا لبلاده ارتفعت ظاهرة المؤامرات لإقصائه بمحاولة انقلابية تكللت بالفشل الى محاولة إجهاض قوة تركيا الاقتصادية والصناعية، على حسب تأكيد الرئيس السابق للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس الذي يعتبر من بين مؤيدي انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي ، فصحوة رجل البوسفور وتماثله للشفاء من جديد خطر على اوروبا والعالم ،والانقلاب العسكري الذي أطاح بالأخواني الرئيس المصري محمد مرسي كان من ضمن وقف جماح قوة الاسلام وخطره على اوروبا والعالم ، الا ان الانقلاب والمؤامرة على تركيا والارتياح من الانفتاح السعودي على العالم ووضع الرياض اوأبو ظبي لاخوان الممسلمين بقائمة الارهاب لن يكون في صالح السلام والحوار بين الثقافات على حسب اعتقاد الخبراء.
لقد حث الاسلام على الحوار وحث على الانفتاح واكد حرصه على السلام وحرية الانسان واعتقاده وهو ايضا لم يعادي المسيحية واليهودية ، والحروب التي وقعت كانت دفاعا عن النفس فالمسلمون وعلى مدى تاريخهم الطويل والعريق لم يهدموا كنيسة وأحرقوا كنيسا ولم يرغموا مسيحيا او يهوديا بوذيا وهندوكيا او غيرهم من الاديان على اعتناق الاسلام بل ان الامر كله عرض الاسلام فمن اراد اعتناقه او رفضه فهو حر ولم تعرف الانسانية منذ نشأتها أكثر انفتاحا ورحمة من المسلمين على حد تأكيد معظم مؤرخي اوروبا ، وقديما قال سيانا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إذا عز العرب عز الاسلام واذا ذل العرب ذل الاسلام .