الشتات السوري والتغيير السياسي
الباحث: أحمد محمد الخالد
المركز السوري سيرز 15.03.2023
لا تؤثر أزمة اللاجئين والنازحين السوريين على أمن دول الجوار فقط بل لها تداعيات جيوسياسية كبيرة على المنطقة بشكل كامل حيث تخشى الحكومات الأوروبية على أمنها واستقرارها، وحقيقة أن عصابة أسد وملحقاته هم خلف زعزعة الأمن والسلم الدوليين.
وتشير التجارب السابقة المماثلة للثورة السورية إلى أن استمرار عصابة أسد في الحكم مؤشر كبير على فشل المنظومة الدولية وخاصة الدول التي تدعي دعم الشعوب والديمقراطية ومؤشر أيضا على دعم الإرهاب المنظم المتمثل في السلطة المستبدة في سورية.
الثورة السورية لم تقتصر على الأبعاد المحلية، وإنما أصبحت ذات أبعاد إقليمية ودولية حيث تم تدويل القضية السورية على مستوى المنطقة الإقليمية والساحة الدولية.
يوجد علاقة بين الحل السياسي ومشاركة النازحين واللاجئين فيه، فمصير النازحين يمثل مسألة محورية بشأن استدامة أي حل سياسي مستقبلي لإنهاء الاستبداد وضمان إحلال سلام دائم ومستقر ولا يمكن إيجاد حل سياسي مستدام بدون مشاركة النازحين أو تجاهلهم، حيث أن عددهم أكثر من نصف المجتمع السوري وهم من جميع الأطياف السورية.
ألا يتساءل المجتمع الدولي لماذا اختار النازح الموت بالقصف والعيش بمعاناة في المخيمات التي تتعرض لقصف بأي وقت، ولماذا فضل اللاجئ عبور البحر معرضا نفسه وعائلته للموت مرة على أن يعيش مخنوقا ومهددا بالموت آلاف المرات تحت سلطة أسد، فالنازحين واللاجئين جزء كبير من مستقبل سورية وعلى المجتمع الدولي تهيئة الظروف المواتية للعودة بطريقة مستدامة وآمنة وكريمة.
لا يمكن أن يعود المطرودين قسريا من سورية، إلا بعد خلق نظام حكم جديد في سورية، ولابد من إشراك السوريين في الشتات في عمليات صنع القرار، من خلال إشراك المغتربين السوريين في الحل السياسي وصناعة السياسات المستقبلية، وإزالة السبب الرئيس للتهجير والنزوح والدمار والاعتقال والقتل، ألا هو عصابة أسد وميليشياته.
إن أزمة اللاجئين السوريين متعددة الأبعاد ومنها: البعد الإنساني، البعد السياسي، البعد الاجتماعي، والبعد الأمني؛ حيث أن هناك من شجع السوريين على الخروج من بلادهم في السنة الأولى للثورة السورية وذلك للنجاة من البطش العسكري لعصابة أسد وكأداة ضغط على النظام الأسدي لتوظيف ذلك الأمر سياسيا، ولكن المماطلة في الحل السوري زادت الأمر تعقيدا، وقد يصبح لذلك تأثير على الهوية العربية السورية.
لتحميل البحث بصيغة PDF بي دي اف يرجى تحميله من الرابط اسفل
الشتات السوري والتغيير السياسي