مشروعية نبع السلام والمواقف غير المسؤوله
22/10/2019
بومبيو في  برلين لبحث العلاقات الامريكية الالمانية
08/11/2019

الساحل …. أسبوع من المعارك

د. سامر عبد الهادي علي

*معركة الجمعة:  

   انطلقت صباح الجمعة 1/11/2019 عملية عسكرية مباغتة في منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، حيث أعلنت الفصائل العسكرية تشكيل غرفة عمليات مشتركة هدفها التصدي للمحاولات المتكررة لميليشيات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المساندة له للسيطرة على منطقة كبانة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في جبل الأكراد وعموم منطقة الساحل.

   وسيطرت الفصائل العسكرية على عدة نقاط وتلال استراتيجية كانت تنطلق منها هجمات النظام باتجاه كبانة، وأهم هذه المناطق ” تلة عكو، تلة الملك، تلة رشا، الملاحم، تلة البلوط، تلة أبو أسعد، قرية نحشبا مع تلتها، والبيت العظم، تلة النمر المفارق الأربع” رغم قصف الطيران الروسي العنيف على المنطقة، وبلغت حصيلة خسائر النظام مقتل أكثر أكثر من 35 عنصراً من ميليشيات النظام، بينهم 3 ضباط، بالإضافة إلى العشرات من الجرحى بينهم ضباط أيضاً، وأسرت 22 عنصراً، كما دمرت واغتنمت العديد من الأسلحة والذخائر، واستمرت سيطرة الفصائل لنحو 12 ساعة قبل أن تعلن انسحابها وعودتها إلى مواقعها السابقة.

   وأصدرت غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، بياناً قالت فيه: “رداً على هجمات عصابات الأسد اليومية المتكررة على جبهة الكبانة وقصف المدنيين والقرى الآمنة بالطيران والمدفعية الثقيلة، شنَّ مقاتلو غرفة عمليات وحرض المؤمنين هجوماً مباغتاً على عدد من المواقع والتلال لعصابات الأسد في ريف اللاذقية الشمالي، أسفر الهجوم عن مقتل وجرح العشرات من عصابات الأسد بينهم ضباط و تدمير عدة آليات و مدرعات و مدافع ثقيلة.

وأضافت في بيانها، “تمّ بفضل الله تعالى، تنفيد عدّة غارات متتالية على محاور واسعة بريف اللاذقية الشمالي، وقد تمت السيطرة على عدّة محاور لأكثر من 12 ساعة تم الإثخان فيها بقوات الجيش النصيري وقتل وجريح العديد منهم، وتم تنفيذ هذه العملية المباركة للتخفيف عن محور قرية كبانة وثأراً لقصف المسلمين في كل المناطق المحررة”، حسب ما جاء في بيان “وحرض المؤمنين”.

*معارك الساحل المستمرة:

   الجدير بالذكر أنّ ميليشيات النظام وبدعم روسي وإيراني تشن منذ 7 أيام، هجمات مستمرة على تلال كبانة تحت غطاء كبير من القصف المدفعي وغارات الطيران الحربي الروسي، لكن بالرغم من ذلك لم تستطع تحقيق أي تقدم في المنطقة ناهيك عن تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وقد سبق هذه الهجمات أيضاً محاولات عديدة منذ أشهر للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية، حيث نفذت ميليشيات النظام أكثر من 50 هجوماً فشلت جميعها. ففي أواخر شهر حزيران/ يونيو، أفشلت فصائل الثورة هجوماً مدعوماً بقوات روسية خاصة وكتائب من الحرس الجمهوري في ميليشيا النظام على مواقعها في محور كبانة الذي يعد المدخل الوحيد للسيطرة على المناطق المحررة من ريف اللاذقية، باء الهجوم بالفشل الذريع.

وأيضاً كانت إحدى أقوى محاولات التقدم في منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي، إذ شنت ميليشيات الأسد والقوات الروسية الخاصة محاولة تقدم على محاور “الكبانة والسرمانية” بريفي حماة واللاذقية، وسط قــصف جوي وصاروخي طال المنطقة، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل المحقق كالعادة.

* كبانة … الأهمية الاستراتيجية:

   تعد منطقة كبانة جزءاً من جبل الأكراد الذي يقع في ريف اللاذقية الشمالي، وتعد هذه المنطقة من أكثر المناطق ارتفاعاً في جبال الساحل السوري بعد منطقة صلنفة وقمتها في جبل “النبي يونس”. هذا الارتفاع والموقع الجغرافي المطل على ثلاث محافظات “اللاذقية، إدلب، حماة” جعلها من أكثر المناطق أهمية واستراتيجيةً منذ أن دخلت روسيا المعركة منتصف عام 2015، استولت من خلالها على مناطق واسعة من ريف اللاذقية في جبلي التركمان والأكراد، كان أبرزها منطقة ربيعة في جبل التركمان، ومدينة سلمى في جبل الأكراد.

   لذلك تعد كبانة اليوم البوابة الوحيدة للفصائل في الدفاع عن ما تبقى من مساحات صغيرة بريف اللاذقية، بما تحويه من عشرات المخيمات التي تأوي عشرات آلاف النازحين من قرى ومدن الريف. كذلك هي مهمة بالنسبة للنظام الذي يعدّها مفتاح الدخول إلى ريف إدلب ومنطقة سهل الغاب بريف حماة، بحيث يصبح على مشارف مدينة جسر الشغور الاستراتيجية المتحكّمة بعدّة طرق رئيسة. وبالتالي فإنّ سيطرته على كبانة ستكسبه تفوقاً عسكرياً وجغرافياً كبيراً، سيكون له تأثير مهم على خططه في التقدم باتجاه محافظة إدلب عموماً، كما يصرّح ويعلن ذلك باستمرار.

   ويبقى الأمل كبيراً بصمود الفصائل العسكرية الأسطوري في هذه المنطقة، ما يعني كبح جماح النظام بالتقدم والسيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية عموماً.

السبت 2/11/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *