التوظيف السياسي للتعافي المبكر في سورية
الباحث: أحمد محمد الخالد
المركز السوري سيرز 05.05.2023
إن الدمار الشامل الذي أحدثته سلطة الأسد في سورية ليس عارض أو جانبي إنما هدف عمل عليه النظام بعينه وبشكل ممنهج لترسيخ السلطة وإرهاب كل من يطالب بأبسط حقوقه بالحرية والكرامة.
ولنظام الأسد سجل حافل بالحصار والنهب والاختلاس والقتل والتدمير وبالتالي سيتم توظيف إعادة الإعمار سياسيا ليعزز قبضته الأمنية والعسكرية، ولابد من الانتباه وضمان عدم تحول برامج التعافي المبكر إلى إعادة الإعمار شاملة قبل التغيير السياسي وإلا فالمستفيد الوحيد منها السلطة الحاكمة وتكون بمثابة إعمار للسلطة وليس للبلد وإنعاش لإرهاب الأسد وترسيخ لحالة عدم الاستقرار.
بدون أدنى شك ستوظف السلطة القاتلة أموال إعادة الإعمار في تنشيط الاقتصاد لصالح السلطة فقط من خلال تعفيش كل ما يتم تقديمه من الدول الممولة وهذا يسبب أضرار مستدامة من خلال إعادة تمكين الاستبداد وتأجيج الحرب والانقسام، كما أن الشركات التي تتعاقد مع السلطة لأغراض إعادة الإعمار قد تتحمل مسؤولية جرائم الحرب التي ترتكبها السلطة إذا ما زودوا السلطة بالوسائل المالية اللازمة لارتكاب مزيد من الجرائم فتوفير الدعم الذي قد يمكن مجرمي الحرب من مواصلة أعمالهم الإجرامية ينتج عنه تحمل مسؤولية قانونية.
إعادة إعمار سورية هي تعزيز للنظام ومؤيديه من خلاله سلطتهم السياسية والعسكرية وسيطرتهم على المجتمع السوري وتمكين النظام من مكافأة حلفاءه والميليشيات الأجنبية، وستستخدم في الوقت نفسه وسيلة لمعاقبة وتأديب المجموعات السكانية الثائرة.
كما أن الإطار القانوني لإعادة الإعمار سيستخدم غالبا بصورة رئيسية كوسيلة لتعزيز شبكات السلطة القديمة فقد يستفيد من إعادة الإعمار القوى العسكرية وهذا بحد ذاته استدامة للصراع.
من أولويات السوريين الخلاص من هذه العصابة الحاكمة فما الضامن من ألا تعود لتدمير البلد من جديد، ومن الحوامل الأساسية للاستقرار بعد التغيير السياسي المواطنة وسيادة القانون على المستوى السياسي والحد من الفقر والجهل على المستوى الاجتماعي الاقتصادي، فما الهدف من إعادة الإعمار وتحت سلطة من سيكون، وهل إعادة الإعمار ستلزم المتضررين للعودة لسجن الأسد أو تلزم من تسبب بالضرر وتجبره على التغيير السياسي؟
لا يمكن تحقيق عدالة التنمية وتوازنها في ظل هذه السلطة المجرمة وخاصة أنه بالتعامل معها سيتم منحها دور محوري في إعادة الإعمار وبهذا تكون تنمية للسلطة على حساب المجتمع ولصالح انتهازية السلطة، وبناء مؤسسات السلطة القاتلة دون الآخذ بعين الاعتبار الشعب كركن أساسي من أركان الدولة.
ولا يمكن الحديث عن التعافي المبكر في بلد لم يحدث فيه تغيير سياسي حقيقي والمرور بمرحلة العدالة الانتقالية ومحاكمة مجرمي الحرب، وعودة اللاجئين والنازحين ومشاركتهم بالتغيير السياسي والإفراج عن المعتقلين ومحاكمة مجرمي الحرب.
التعافي المبكر:
هو استعادة الخدمات الأساسية التي تمكن المتضررين من الاعتماد على أنفسهم بشكل أكثر استدامة عوضا عن الاتكال المستمر على المنظمات الإغاثية لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق التنمية؛ أي الربط بين الإغاثة والتأهيل والتنمية، تحويل الاستجابة الدولية إلى آلية تعمل تحت قيادة وإدارة السلطة.
……………………………
لتحميل البحث والاطلاع على كامل البحث … من الرابط….