المانيا/ التأكيد على محاكمة مجرمي الحرب في سوريا
د. هيثم عياش
برلين / 09/07/2020/ أكدت الحكومة الالمانية انه لن يكون سلام في سوريا الا بتقديم مجرمي الحرب من النظام السوري الى محكمة الجنايات الدولية لمعاقبتهم على إبادتهم الشعب السوري وخاصة بالمناطق التي استخدمت فيها الاسلحة الكيماوية لإبادة الشعب المذكور .
وأوضحت وزارة الخارجية انه الى جانب دعمها للجهود التي تبذلها الامم المتحدة للتوصل الى حل سياسي في سوريا الا ان برلين تقوم بتقديم مبادرات للحيلولة دون فرار مجرمي الحرب في سوريا من العقاب ، وان الوزير هايكو ماس أجرى أثناء مشاركته بمجلسة مجلس حقوق الانسان الاعلى في جنيف التابع للامم المتحدة في وقت سابق من شباط / فبراير مع حوالي 20 من نظرائه شاركوا باجتماع المجلس لتكريس الجهود من اجل تقديم مجرمي الحرب في سوريا الى محكمة لاهاي الدولية .
وأكدت الحكومة الالمانية الى وجود أدلة ووصائق دامغة تثبت جرائم النظام السوري وارتكابه الفظائع الذي يندى لها جبين الانسانية وبالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية السياسية وغير السياسية المستقلة وغير المستقلة ذهب اكثرها الى قضاة محكمة الجنيات العليا من اجل اعتقال مجرمي الحرب في ذلك البلد . وأشارت وزارة الخارجية الى وصول ما قامت به برلين لدعم الجهود الدولية لاعتقال مجرمي الحرب في سوريا وببعض دول العالم الى حوالي 125 مليون يورو وبالتالي منظمات سياسية مستقلة من بينها الشبكة السورية لحقوق الانسان / غير تابعة لرامي عبد الرحمن الذي يتخذ من لندن مقرا له ، المنظمة المشار اليها يرأسها المحامي أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات القانونية / .
يذكر ان النظام السوري يستخدم منذ عام 2012 الاسلحة الكيمياوية لإبادة الشعب السوري ، وكادت الامم المتحدة ان تصدر قرارا لاعتقال بشار اسد الا أن فلاديمير بوتين قام بحماية اسد من خلال اعلان موسكو استعداد النظام السوري إبادة الاسلحة الكيمياوية فقامت منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية بارسال موظفيها للكشف عن ممتلكات النظام السوري من الاسلحة الكيماوية . وأعلنت مجموعة ابادة الاسلحة الكيمياوية ، ومقرها مدينة مونستر ، احدى مجن ولاية سكسونيا السفلى ( يوجد في المانيا مدينتين تحملان اسما مشابها لهما ، احداها جامعية وتقع بولاية شمال غرب الراين ، والمقصود هنا التي في ولاية سكسونيا السفلى) استعدادها لابادة الاسلحة الكيمياوية التي أحضرتها احدى البواخر الدانماركية من سوريا . الا أنه تبين فيما بعد أن النظام السوري وبدعم من طهران وموسكو لم يقم بالكشف الكامل عن مخزونه من الاسلحة الكيمياوية .
والجدير بالذكر أيضا ان محاكم الجنايات في المانيا تقوم حاليا بالتحقيق مع بعض مجرمي الحرب في سوريا تم اعتقالهم من خلال وثائق دامعة تثبت جرائمهم ، هذه الاشخاص جاؤا الى المانيا ضمن تدفق اللاجئين على المانيا واوروبا خلال عامي 2015 / 2016.
هـ/ع