ارتفاع صادرات الاسلحة الى العالم
د. هيثم عياش
يرى مراقبو السياسة العسكرية والاستراتيجية بمعهد جامعة بيلفيلد لمراقبة النزاعات والعنف وجهود السلام بالتعاون مع المعهد السويدي للدراسات الاستراتيجية والعسكرية / سيبري / إضافة الى معاهد الدراسات والبحوث الاستراتيجية الالمانية السبعة التي تعتمد الحكومة الالمانية والاتحاد الاوروبي على دراستهم ارتقاع صادرات الاسلحة الى العالم إشارة واضحة على رفض الحوار السياسي لإنهاء النزاعات واللجوء الى العمل العسكري الأمر الذي يعني ارتفاع خطر وقوع حروب لا تعتبر اقليمية فحسب بل ربما تتطور لتصبح عالمية، ولذلك فالضرورة ملحة لكبح جماح مثيري الكراهية وتحريض دولة على دولة من خلال دبلوماسية هادئة ومبادرة الحوار على حد قول رئيس معهد بيلفيلد لمراقبة النزاعات أندرياس تسيك ومعه رؤساء معاهد الدراسات الاستراتيجية بندوة حول صادرات الاسلحة الى العالم تمت في وقت سابق من أوائل شهر حزيران / يونيو المنصرم .
اشارت هذه المعاهد أن حوالي 78 مليار و843 مليون دولارا امريكيا بنسبة زيادة تصل الى 5،5 بالمائة عن عام 2018 وصلت ارباح صادرات الدول من صناعتها العسكرية الى العالم، تحتل المانيا الحانة الرابعة بعد الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وفرنسا من صادرات الاسلحة الى العالم اذ وصلت حتى نهاية عام 2019 الماضي الى حوالي 7 مليار و419 مليون يورو بزيادة نسبة تصل الى 1،3 بالمائة عن عام 2018 الذي تراجعت فيه موافقة الحكومة الالمانية على صفقات اسلحة طلبتها دول في العالم من المانيا.
ويتوقع مراقبو صادرات المانيا من الاسلحة ارتفاع صادراتها خلال العام الحالي، اذ وصلت ارباح الصادرات الالمانية خلال الفترة ما بين كانون ثان / يناير ونهاية آذار مارس من العام الحالي الى حوالي 3 مليار و 119 مليون يورو وِفق تقرير لوزارة الاقتصاد والتقنية الاتحادية، هذا التقرير الذي أثار حفيظة عضوة لجان شئون السياسة الدفاعية والخارجية بالبرلمان الاتحادي عن كتلة التحالف اليساري سفيم داجدلين الذي أعلنت اثناء جلسة مناقشة للبرلمان الاتحادي تطورات الشرق الاوسط في وقت سابق من شهر حزيران يونيو المنصرم ان اسلحة الموت الالمانية تستخدم في اليمن وليبيا وتركيا مطالبة بوقف تصدير المانيا اسلحة الى العالم .
وتشير معاهد الدراسات الى ان دول منطقة الشرق الاوسط في مقدمتها السعودية اكثر دول العالم شراء للأسلحة فبينما تعتبر الولايات المتحدة الامريكية بمقدمة الدول المصدرة للأسلحة الى السعودية والامارات العربية المتحدة كانت فرنسا في مقدمة الدول التي قامت بتصدير اسلحة الى الهند وقطر ومصر على حسب تقرير معهدي “سيبرى ومعهد ولاية هيسين للدراسات السياسية وبحوث الحرب والسلام الذي يتخذ فرانكفورت /أم ماين/ مقرا له” ، مؤكدين ان السعودية اكثر دول العالم اقتناء للأسلحة اذ وصلت نسبة شرائها للأسلحة الى 12 بالمائة بينما وصلت نسبة شراء الهند من الاسلحة الى 9،2 بالمائة ومصر الى 5،8 بالمائة وأنه بالرغم من الحرب في اليمن الذي تقودها السعودية والامارات التي تشارك بالحرب في ليبيا فان الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بمقدمة مصدري الاسلحة الى الدولتين المذكورتين .
وأشار تقرير هذه المعاهد الى ان الامارات العربية المتحدة تعتبر المصدر الأول لمد خليفة حفتر بالأسلحة من بين الدول التي كانت تبيع اسلحة الى ليبيا قبل اعلان الامم المتحدة من خلال مؤتمر برلين ليبيا الدولي الذي عقد يوم 19 كانون ثان / يناير 2020 بعدم ارسال اسلحة الى ليبيا وبالرغم من اعلان المنع الا ان الامارات لا تزال تعتبر المصدر الرئيسي باقتناء حفتر الاسلحة.
وأشار تقرير المعاهد ان روسيا أخفضت عام 2019 الماضي والربع الاول من العام الحالي: كانون ثان يناير، آذار مارس صادراتها من الاسلحة الى العالم. وعزت المعاهد سبب ذلك الى تركيز موسكو على مدى فرقها العسكرية في سوريا ومرتزقتها في ليبيا بالأسلحة. وأشارت المعاهد الى ان تركيا كانت أقل دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / شراء للأسلحة وسبب ذلك الى تطوير تركيا صناعتها العسكرية أي الاكتفاء بالصناعة التركية ودعم الحكومة للصناعة العسكرية بتركيا.
ويرى خبراء المعاهد المذكورة أن المانيا تشارك بالحرب في اليمن وليبيا بشكل غير مباشر لزيادة صادراتها من الاسلحة الى مصر. وعلى حسب وصف معهد ولاية هيسين للدراسات الاستراتيجية الرئيس المصري بـ الديكتاتور الطاغية فان سيسي يقوم بدور أثار الفوضى والحرب في ليبيا ولا سيما دعمه المطلق للجنرال السابق حفتر أضافة الى مشاركته بالحرب في اليمن.
وأشارت المعاهد الى ارتفاع الكيان الصهيوني وجنوب كوريا من انتاجهما العسكري، فالكيان الصهيوني رفع مقدرة انتاجه العسكري الى 77 بالمائة خلال لفترة ما بين 2014 و2019 بينما وصلت نسبة بيع كوريا الجنوبية من اسلحتها الى العالم الى 143 بالمائة عن فترة الخمس أعوام السابق / 2014- 2019 / لتصبح الدولة العاشرة في العالم من بين الدول المنتجة للصناعة العسكرية.
ويدعم الكيان الصهيوني مع روسيا النزاع العسكري بين ارمينيا وأذربيجان بصادراتهما من الاسلحة الى الدولتين المذكورتين المتنازعتين على اقليم قره باخ فأرمينيا تحصل على نسبة 64 بالمائة اسلحة من الكيان الصهيوني من بين الدول التي تشتري منها اسلحة بينما تشتري اذربيجان 60 بالمائة اسلحة من روسيا من بين الدول التي تشتري منها اسلحة.