ارتفاع القلق على مستقبل المانيا الأمني
هيثم عياش … المركز السوري سيرز
برلين 11.10.2022… ارتفعت ظاهرة القلق والمخاوف على مستقبل الأمن في المانيا، وأيضا على الامن الأوروبي. فمنذ بداية الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا فلا يكاد يمر يوم الا وتعقد فيه ندوات سرية وعلنية يناقش فيها مستقبل الامن في المانيا وأوروبا.
مع بداية الحرب ارتفعت ظاهرة الخوف جراء تدفق اللاجئين الاوكرانيين على المانيا وبعض دول الاتحاد الاوروبي بشكل مخيف، فقد وصل عدد اللاجئين الاوكرانيين في المانيا حتى يوم الجمعة من 7 تشرين اول / أكتوبر الحالي، الى حوالي 1 مليون و 187 الف شخص، وذلك بتأكيد من وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فريزر هذا اليوم الثلاثاء 11 أكتوبر الشهر الحالي، مطالبة في مؤتمرين منفصلين، دعت اليهما في برلين ، احدهما مع ارباب الصناعة والاقتصاد، من أجل وضع خطط لحماية الامن الصناعي والاقتصادي لألمانيا من تجسس روسيا والصين على الصناعة الألمانية، والثاني اجتماعها مع وزراء داخلية الولايات الالمانية لمناقشة السبل الكفيلة لتوزيع اللاجئين من اوكرانيا وسوريا ومن افريقيا وافغانستان وايران وغيرهم من دول في العالم التي تعاني من صعوبات اقتصادية ونزاعات عسكرية.
وقد أعربت الوزيرة عن خشيتها من ارتفاع ظاهرة القومية المتطرفة المناهضة للاجئين ومعارضتها للدعم الالماني والغربي لأوكرانيا، وأيضا ارتفاع ظاهرة نظرية المؤامرة في المانيا، اذ يعتقد الكثيرون بأن الحرب مؤامرة اوروبية امريكية روسية تستهدف الشعوب الاوروبية وشعوب متاخمة لأوروبا وتستهدف المانيا بشكل خاص.
وكان حوالي 250 شخصا يمثلون السياسة والاقتصاد قد ناقشوا هذا اليوم / الثلاثاء / في ندوة حول الامن الاقتصادي، بدعوة من وزيرة الداخلية الاتحادية والجمعية الاتحادية لغرف الصناعة والاقتصاد الالمانية ببرلين، ناقشوا المخاطر التي تتربص بالصناعة الالمانية ونقاط الضعف الموجودة لدى بعض مجموعات الصناعة جراء عدم المبالاة بمخاطر التجسس على الصناعة الألمانية، وابتزاز بعض دول منتجة للطاقة لألمانيا ودول أوروبية، حيث أدى ذلك الابتزاز الى ارتفاع اسعار طاقتي الغاز والنفط، ولا سيما مع حلول فصل الشتاء الذي يعتبر الدفء والانتاج الصناعي حاجة المانيا والاوروبيين الضرورية.
وترى سكرتيرة الدولة للشؤون البرلمانية بوزارة الداخلية الاتحادية ريتا شفارتس زوتَر، ان تغيرات جذرية على السياسة والمجتمع المدني والاقتصاد بدأت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، هذه المتغيرات اليومية تؤدي الى ارتفاع القلق على الامن في المانيا واوروبا حيث ساهمت هذه التغيرات برأب الصدع بين الاوروبيين الا انها ساهمت بالوقت نفسه الى ارتفاع ظاهرة الانانية، موضحة الى انعدام تضامن حقيقي لعقوبات اقتصادية ضد روسيا، ولذلك فعلى ارباب الصناعة والاقتصاد تركيز اهتمامهم بحماية تقنيات الصناعة والاقتصاد من التجسس، وبذل الجهود لصيانة اعمالهم أكثر من ذي قبل، فلا أحد يدري مستقبل الأمن الالماني اذا ما قامت روسيا بوقف امداد المانيا بالغاز، وعلى الشعب الالماني والاوروبي ان يعتاد على استمرار قطع الكهرباء وشح المياه والنفط ولذلك فحماية الاقتصاد من التجسس ضرورة هامة.
ويؤكد رئيس اتحاد أرباب الصناعة الالمانية سيغريد روسفورم بأن استقرار الامن في المانيا وفي اوروبا أساس القوة الصناعية، فازدهار الصناعة جزء لا يتجزأ من خطط الاستقرار الامني والصناعة مستعدة تماما للمساعدة في الاستتباب الامني.
وتطرق روسفورم الى العطب الذي حصل بأنبوب الغاز / ستريم نورد واحد / نجم عنه تسرب الغاز، مشيرا الى ان تعاون الصناعة تقنيا مع الخبراء الامنيين سيساهم بمعرفة الجهات التي قامت بتعطيب الانبوب،
تعاون الصناعة والاقتصاد مع السياسة والخبراء الامنيين سيؤدي الى حماية أكثر لتقنيات الصناعة الالمانية وتحول دون حصول الجاسوسية على اي معلومات عن تقنيات الصناعة الالمانية وحماية الاقتصاد من العبث به.
الحرب في اوكرانيا ساهمت الى حد كبير بارتفاع ظاهرة الخوف والقلق على المستقبل. ولكن من يتحمل مسؤولية الحرب والخوف؟، هل فلاديمير بوتين هو وحده يتحمل المسؤولية أو يشاركه الغرب في ذلك؟
الكثير يعلمون أن أوكرانيا وشعوب اوروبا وغيرهم هم ضحية الجشع الروسي والغربي.
إنه سؤال والجواب عليه صعب للغاية!!