أنظار العالم تتجه الى فيينا
هيثم عياش
تبدأ هذا اليوم الاثنين 22 حزيران 2020 في فيينا اجتماعات بين وزيري الخارجية الامريكي والروسي للبحث باتفاقية جديدة حول انتشار الصواريخ التي تحمل رؤوسا نووية في اوروبا وتخفيض عددها من حوالي 2300 صاروخا منها حوالي 800 على اهبة الاستعداد للانطلاق على ان تنتهي في وقت لاحق من شهر شباط/ فبراير عام 2021 المقبل.
وتريد الولايات المتحدة الامريكية مشاركة الصين بالمباحثات الا ان الحكومة الصينية رفضت المشاركة جراء تكرار سكرتير عام حلف شمال الاطلسي الناتو “ينس شتولنبيرج” تحذيراته من الصين التي أصبحت قوة عسكرية لا يستهان بها مطالبا الدول العضوة بالحلف التضامن مع بعضهم البعض لوضع حد للتهديدات الصينية للعالم، هذه التحذيرات المتكررة من زعيم الناتو تعتبرها بكين تحريض على الصين وانه لا فائدة من المشاركة في فيينا فدعوة الادارة الامريكية بكين للاجتماع بمثابة تكريس للاتهامات ضد الصين.
ويرى رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاتحادي “نوربرت روتجين” ان الثقة يجب ان تتخلل المباحثات وعلى الدبلوماسية تشجيع الطرفين على التوصل الى اتفاقية جديدة للحد من انتشار الاسلحة النووية، فالعالم وخاصة أوروبا، يعيش حاليا على اعصابه جراء التهديدات العسكرية بين الدول القوية معربا عن أمله مرونة يبديها الروس والامريكان تنهي حالة الاحتقان في اوروبا والشرق الاوسط وفي جنوب شرق آسيا، فالصين تراقب عن كثب الاحتقان بين موسكو وواشنطن وعلى استعداد لدخول حلبة الصراع من بابه الواسع.
اتفاقيات انتشار الأسلحة النووية قديمة تعود الى عهد ما كان يطلق عليه بالاتحاد السوفييتي. ويعود اول اجتماع امريكي روسي من اجل التوصل الى الحد من انتشار الاسلحة الى زمن الرئيسي الامريكي والسوفييتي جيمي كارتر وليونيد بريجنيف في حزيران / يونيو من عام 1979 ثم كان هناك اجتماع بين الرئيسين الامريكي رونالد ريغين والروسي ميشائيل غورباتشوف في آذار /مارس 1985 اضافة الى الاجتماع الذي تم في براغ عام 2010 بين باراك اوباما والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف حيث اتفقا على الاتفاقية التي يراد التحدث عنها هذا اليوم في فيينا للتمديد لها التي من المقرر ان تنتهي صلاحيتها في شهر شباط/ فبراير من عام 2021 المقبل .
الوضع الدولي حاليا لا يبدو عليه قيام اتفاقية جديدة للحد من انتشار الاسلحة النووية فالرئيسين الامريكي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يسعيان الحفاظ على هيبة بلدهما دوليا كما ان نبرة التحذير من الصين وروسيا ومواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران ترتفع بشكل مضطرد بالرغم من وباء كورونا.
اوروبا وحلف شمال الاطلسي الناتو ينظرون بشغف الى فيينا، فالتمديد محتمل وتنفيذ الاتفاقية حبر على ورق.
هـ/ع