ألمانيا والهموم الأوروبية في فترة رئاستها للاتحاد
د. هيثم عياش 28.06.202
يتزامن استلام المانيا يوم الاربعاء المقبل 1 تموز يوليو رئاسة الاتحاد الاوروبي من كرواتيا ولمدة ستة أشهر مع مشاكل، حيث ترى الحكومة الألمانية أنّ إنهاء هذه المشاكل في مقدمة أعمالها التي تريد انجازها حتى نهاية تعام 2020 الحالي.
وأكدت المستشارة انجيلا ميركيل بكلمتها الاسبوعية التي وجهتها الى الشعب في المانيا اليوم الاحد 28 حزيران يونيو، أنّ حصر وباء كورونا “كوفيد 19” من مهامها الرئيسية، وبدون تعاضد وتعاون الشعب في المانيا وشعوب اوروبا مع الحكومة الالمانية والحكومات الاوروبية فيعتبر حصر الوباء والقضاء عليه مستحيلا ، حاثة في الوقت نفسه الشعب الالماني على اتباع الارشادات الطبية، ولا سيما وضع قناع حماية الانف والفم ومطالب الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات الألمانية، فالوباء لم ينحسر واحتمال عودة استفحاله من جديد لا يزال قائما فالوباء حصد مئات الالاف في اوروبا والعالم واعادة فتح الحدود الأوروبية والسماح بالتنقل وقضاء الاجازات باتزان وحكمة يمكن ان يساعد ايضا الدول الاوروبية التي لا تزال مترددة بفتح حدودها وتلك الدول التي لا يزال السفر اليها في قائمة التحذير بفتح حدودها والغاء التحذير منها .
ويأتي استلام الحكومة متزامنا مع عدم توافق بين الاوروبيين حول مقترحات المستشارة ميركيل والرئيس الفرنسي ايمانوئيل مكرون التي تكمن بوضع حوالي 750 مليار يورو للميزانية الاوروبية تذهب في ريع اعادة إعمار الاقتصاد والصناعة الاوروبية من اجل الحفاظ على كيان الاتحاد الاوروبي، فدول ما يُطلق عليه محور / فيزيجراد / بولندا وهنغاريا والتشيك وسلوفاكيا ومعهم النمسا ترفض ذلك معتقدين ان برلين وباريس يريدان زعامة أوروبا، بينما ترى الدول الاسكندنافية ومعهم هولندا الحصول على ديون بدل الميزانية المالية تذهب في ريع الهدف الالماني والفرنسي وتُردّ هذه الديون على فترات.
ومن المقرر أن تناقش المستشارة ميركيل والرئيس الفرنسي مكرون اثناء لقائهما يوم غد الاثنين 29 الشهر الحالي بالقرب من برلين وضع تغييرات على مقترحاتهما او دراسة مقترحات اخرى تلقى دعما من الاوروبيين.
ومن المهام التي تريد برلين مناقشتها وانهاء المناقشات عليها، انبوب غاز الشمال الذي يمد اوروبا من روسيا عبر المانيا، هذا الانبوب الذي ترى الادارة الامريكية فيه ضرر لاقتصادها وصناعتها ، اذ سيساهم ذلك بخفض استيراد الأوروبيون للغاز من الولايات المتحدة الامريكية، وأنبوب الغاز الروسي، هو الانبوب الثاني فالأول يرأس المستشار السابق جيرهارد شرودر مجلس ادارته يمد اوروبا من المدن الروسية الواقعة على بحر البلطيق عبر مدينة جرايفسفالد الالمانية الساحلية بدأ العمل به منذ حوالي عامين . أما الانبوب الثاني فهو من سيبريا يمد الاوروبيين بالغاز مباشرة عبر مدينة جرايفسفال ايضا بدون ان يمر بالمدن الروسية الواقعة على بحر البلطيق، وضعت المانيا وهولندا والنمسا وفرنسا حوالي 5 مليار يورو في ريعه، وترى الادارة الامريكية بالأنبوب شوكة تعيق مصالحها التي تكمن بتزويدها الاوروبيين بالغاز، ولا بد من السعي للحيلولة دون إتمامه، ولذلك أعلن ترامب سحب فرقه عسكرية من المانيا الى بولندا كخطوة ضغط على برلين لإذعانها وإفشال تنفيذ انبوب الغاز المذكور.
وكان وزير الخارجية الالمانية هايكو ماس قد كشف الى صحيفة “تاجيس شبيغيل” البرلينية بوم أمس السبت 27 الشهر الحالي تكليفه سكرتير عام حلف شمال الاطلسي الناتو “ينس شتولتنبيرج” بإنهاء الخلاف حول سحب ترامب فرقته العسكرية من المانيا لأن هذا يمس باتفاقيات حلف شمال الاطلسي الناتو، علما ان الكثير من السياسيين في المانيا يريدون خلو بلادهم من الجيش الامريكي .
وهذه المرة الثانية عشرة التي ترأس المانيا الاتحاد الاوروبي منها تسع مرات زمن السوق الاوروبية المشتركة الذي أصبح عام 1999 اتحادا وتم توسعته عام 2004 و 2010 .
إذا هناك ستة أشهر في رئاسة المانيا للاتحاد تحمل معها مفاجئات كثيرة لأوروبا والعالم.
هـ/ع