التوظيف السياسي للتعافي المبكر في سورية
05/05/2023
الرّوحُ المعنويةُ ودَوْرُ القِيَم الإيمانية في الإنجاز الـمُثمِر
08/05/2023

ألمانيا والانتخابات التركية

د. هيثم عياش

06.05.2023

من المقرر أن يتوجه الشعب التركي يوم الاحد من الاسبوع المقبل 14 أيار /مايو الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلدهم أو تثبيتهم الرئيس الحالي رجب الطيب أردوغان الذي يحكم تركيا مع حزبه حزب العدالة والتنمية منذ أكثر من 20 عاما.

ولا تعتبر الانتخابات التركية مقتصرة على الاتراك الذين يعيشون ببلدهم بل مشاركة فعالة للأتراك الذين يعيشون في اوروبا وخاصة المانيا ودول اخرى في العالم، حيث يصل عدد الاتراك الذين يعيشون في المانيا على حسب تقرير وزارة الداخلية الاتحادية الى حوالي 2 مليون و 800 الف نسمة يحمل نصف عددهم الجنسية التركية، وقد بدأوا بإدلاء أصواتهم منذ نهاية شهر نيسان/ ابريل المنصرم لينتهي تصويتهم خلال يوم الثلاثاء المقبل 9 من أيار / مايو.

وتعتبر الانتخابات التركية مهمة وحاسمة، فقد قاربت انتهاء معاهدة لوزان التي حددت في 24 من أيار /مايو عام 1923 من استقلالية قرارات تركيا بعض الشيء ولمدة مائة عام ، أي ان قرارات المعاهدة ستنتهي بعد حوالي 10 أيام من انتخابات 14 أيار ، فنتائج الانتخابات ستقرر مصير تركيا التي نهضت من سرير المرض الذي أرغمت على الاستلقاء به واستطاعت منذ حكومة الرئيس الراحل توركوت اوزال / 1927- 1993 الخروج من دولة تابعة للغرب والخروج من عباءته بدبلوماسية هادئة   وبشكل اكثر منذ استلام حزب العدالة والتنمية حكم تركيا عام 2003 بقيادة الرئيس الحالي أردوغان  الذي استطاع نقل تركيا من دولة موضوعة ضمن لوائح الدول النامية الى دولة قوية اقتصاديا وصناعيا وعسكريا ومن ضمن الدول  الصناعية والغنية الـ 20 واحتمال ضمها أيضا الى محور الدول الصناعية السبعة وذلك باقتراح سابق للمستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركيل .

 ويتوقع مراقبو تطورات السياسة التركية إدلاء الكثير من الاتراك في المانيا اصواتهم لصالح أردوغان. ويرى الرئيس السابق للجان شؤون السياسة الخارجية بالبرلمان الاتحادي السياسي المسيحي / عضو هام بالحزب المسيحي الديموقراطي / روبريخت بولنتس أحد مؤيدي ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي بأن حزب العدالة والتنمية أثبت جدارته على قوة تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا واستطاعته إرغام الاوروبيين واعضاء حلف شمال الاطلسي / الناتو / على احترام تركيا وقراراتها.

ويعزو المدير العام لمعهد الدراسات التركية في جامعة  مدينتي  دويسبورج إيسين يونس اوسوي ادلاء الكثير من الاتراك أصواتهم لصالح العدالة والتنمية وللرئيس أردوغان الى نجاح استفتاء عام 2017 الذي نص على انتقال تركيا من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي اذ وصلت نسبة الموافقة لدى الناخبين الاتراك في المانيا الى 64 بالمائة بينما وصلت نسبة الموافقة لدى الاتراك ببلدهم الى 52 بالمائة بينما وصلت نسبة شعبية الحزب ورئيسه المذكور لدى الاتراك بالولايات المتحدة الامريكية الى 17 بالمائة وفي بريطانيا الى 21 وفي ايران الى 35 بالمائة ووصلت شعبيته بمنطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي الى 43 بالمائة بشكل رسمي وغير رسمي الى 76 بالمائة.

ويرى خبراء السياسة الاجتماعية، الشعب التركي مفطور على التدين، فبالرغم من أن النظام العلماني بتركيا دستوري الا أن العلمانية بقيت رمز بلا معنى نلمس ذلك لدى اتراك المانيا وبعض دول الاتحاد الاوروبي، فالأتراك أسسوا المراكز الاسلامية وحبهم للإسلام يفوق العرب وغيرهم، واحتمال انتخاب الكثير من الاتراك اردوغان وحزبه يعتبر طاغ على الكثير من الاستطلاعات والتكهنات.

محاولات إعادة تركيا الى سرير رجل البوسفور المريض قوية للغاية ولا سيما في ضوء تطورات ما يجري في ساحة حلف شمال الاطلسي / الناتو / فبعض دول عضوة فيه تطالب بإقصاء تركيا عن الحلف لتقاربها مع الشعوب الاسلامية ووضعها عوائق تحول دون حصول السويد على عضوية الاتحاد، بينما يرى البعض بأن ضم دول اخرى الى الحلف هام اذ لن يعد لعضوية تركيا بالحلف معنى. كما ويحذر البعض من قيام تحالف عسكري اسلامي ترأسه تركيا لمواجهة الغرب.

وقد دعت الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية يوم 15 أيار لمناقشة نتائج الانتخابات التركية ومستقبلها على اوروبا والسياسة الاستراتيجية والامنية في اوروبا والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *