جولة في بعض الصحف حول الخلاف التركي الفرنسي الاخير
هيثم عياش 27.10.2020
تعتبر العلاقات التركية الفرنسية غير جيدة، ولها بذلك أسبابها التاريخية التي تمتد الى بداية العصور الحديثة، التي بدأت على حسب آراء بعض المؤرخين بسقوط القسطنطينية / اسطنبول / بيد المسلمين العثمانيين في أيار /مايو عام 1453، بينما يرى البعض، أنها باختراع يوهانس جوتنبيرج / 1400- 1468/ آلة الطباعة عام 1440 بداية للعصور الحديثة.
ومنذ استلام ايمانوئيل ماكرون مفاتيح قصر الاليزيه تشهد العلاقات التركية الفرنسية فتورا لتعود وتتدهور مع تنقيب تركيا على الغاز بالمياه الإقليمية والدولية لبلادها بالبحر الأبيض المتوسط بالقرب من الجزر اليونانية الصغيرة، ولولا تحريض باريس أثينا على أنقرة لالتزمت أثينا الصمت على تنقيب انقرة عن الغاز، فالعثور عليه هو لصالح اليونان وقبرص وتركيا، كما يجمع أكثر خبراء البحر الابيض المتوسط وبعض الخبراء الاقتصاديين.
لقد جاء خطاب زعيم الاليزيه حول الاسلام في الاول من اكتوبر الحالي في خضم سوء العلاقات التركية الفرنسية، فوصف ماكرون الاسلام بأنه يعاني من مشاكل نفسية اعتبره الكثير بمثابة تحريض. وما ان مرّ على الخطاب أياما قليلة حتى قام أحد مدرسي مدارس باريس وهو صموئيل باتي بعرض صور السخرية التي تستهزأ بنبي الاسلام عليه الصلاة والسلام أمام تلاميذه، وكان عاقبته القتل على يد متطرف. كانت نتيجة القتل اصرار الرئيس الفرنسي حمايته للصور السخيفة التي تستهزأ برسول الاسلام غير آبهٍ لشعور الملايين من المسلمين الذين يحتفون في هذه الايام بذكر مولد نبيهم.
هذه كلها، كانت وراء ازدياد استياء الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان من الرئيس الفرنسي، ليتساءل اردوغان ما إذا كان عقل ماكرون سليما. هذا التساؤل نجم عنه سحب انقرة سفيرها من باريس وباريس سفيرها من انقرة.
وقد أعربت الحكومة الاتحادية يوم أمس الاثنين 26 تشرين اول / اكتوبر عن استيائها لتصريحات اردوغان، فقد وصف ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت تصريحات اردوغان غير حكيمة.
وتقود أكثر الصحف الالمانية حملة ضد الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان منذ فترة غير قصيرة تتهم اردوغان بأنه يحاول اعادة الخلافة الاسلامية من جديد.
فعلى رأي صحيفة / هِسيشيه نيدرسِخْسيشٍه تسايتونغ – صحيفة ولايتي هيسين وسكسونيا السفلى / التي تصدر بمدينة كاسل في تعليقها هذا اليوم الثلاثاء 27 تشرين اول /اكتوبر، أن الرئيس التركي لم ينتقد جريمة قاتل المدرس الفرنسي واتهامه الرئيس الفرنسي بالعداوة للإسلام غير مقبولة، فالرئيس الفرنسي أراد فقط ضرورة التمييز بين الاسلام والتعصب. أما صور السخرية / الكاريكاتور / انما هي دليل على حرية التعبير وعلى الرئيس التركي اردوغان تبيين موقفه من مقتل المعلم الفرنسي، مطالبة اوروبا بتوخي الحذر من سياسة اردوغان العدوانية ضد اوروبا.
ورأت صحيفة / باساور نويه بريس – صحيفة باساو الجديدة / التي تصدر بمدينة باساو / جنوب/ ان اردوغان يكن كراهية لماكرون ونصف اوروبا، وتحذيره ان يتعرض المسلمون للعنف والتمييز الديني مثل تعرض اليهود للاضطهاد زمن الحرب العالمية الثانية انما بمثابة دعوة المسلمين اتخاذ جميع السبل المتاحة للدفاع عن أنفسهم ولا يريد من خطابه ان يكون في اوروبا تعايش سلمي بين المسلمين وغير المسلمين.
صحيفة عُكاط السعودية اعتبرت دفاع ماكرون على صور الكاريكاتور غير مقبول، إلا انها اعتبرت اردوغان بأنه لا يمثل جميع مسلمي العالم مطالبة بلجم اردوغان، بينما طالبت صحيفة الاهرام المصرية اردوغان بالاعتذار من ماكرون فاتهامه بأنه مختل عقليا لا يصدر عن رئيس دولة مهمة في العالم. وحذرت صحيفة أبو ظبي الشعوب العربية من اردوغان معتبرة الثورات العربية ضد حكوماتهم من أجل الحرية هو من اجل هيمنة اردوغان على البلدان العربية.
الا أن صحيفتي / نويه اوسنابروكر تسايتونغ – صحيفة اسنابروك الجديدة / و /زود دويتيشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / تساءلتا عن سبب تمسك ودفاع ماكرون على / الكاريكاتور / التي تسيء شعور أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم وعلى عدم انتقاد اوروبا لماكرون لأنه يصب الزيت على النار والضرورة هامة لحوار فعّال مع تركيا ولا سيما مع اردوغان لإطفاء تار فتنة قد تشتعل في اوروبا.
الصحف المذكورة أشارت بأن الرئيس الفرنسي يشعر بإهانة من اردوغان لأنه وضع تفكير ماكرون موضع تساؤل ما إذا كان عقله سليم أم لا، إلا انها لن تذكر بأن دفاع ماكرون عن الكاريكاتور الذي يسخر من نبي الاسلام يهين شعور أكثر من مليار مسلم في العالم.
هـ/ع