آثار إدلب وحماة تثير أطماع اللصوص.. فهل من منقذ لها؟
تنشط في محافظتي إدلب وحماة عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار والقطع الذهبية، حيث لا تكاد تخلو بلدة أو قرية من أشخاص تفرغوا للبحث عن المواقع الأثرية، وقد تم اكتشاف عدة أماكن تحوي آثارا رومانية قديمة، منها ما تم استخراجه قبل انطلاق الثورة كآثار إيبلا في تل مرديخ شرق إدلب، ومنها ما يحاول الناس حاليا استخراجه.
وتعتبر القرى التي يتواجد فيها تلول أثرية الأكثر وجهة للمنقبين، كتل مرديخ وتل تمنس وتل الغدفة وتل دبس في ريف إدلب، وتل السوس وجومقلية ودمينة في ريف حماة الجنوبي.
وأفاد ناشطون أنه لوحظ في الآونة الأخيرة مغارات بعمق ما يزيد عن 40 مترا وبقطر مترين حفرت في تل السوس، وذلك بغرض التنقيب عن الآثار والعملات الثمينة القديمة.
وذكر “أبو سالم” أحد العاملين في مجال التنقيب عن الآثار لمراسل “مسار برس”، أن تجار الآثار ينشطون كثيرا في إدلب وحماة، حيث يقومون بشراء القطع الأثرية ممن استخرجها بأسعار تتراوح بين 5 إلى 50 ألف دولار للقطعة، ليبيعوها بأسعار عالية جدا إلى أشخاص خارج سورية.
بدوره، أشار “عوض أبو خالد” أحد أهالي مدينة حلفايا وصاحب ورشة للتنقيب في ريف حماة ل”مسار برس”، إلى أنه يملك أجهزة للتنقيب عن المعادن والآثار اشتراها بمبلغ كبير، مضيفا أنه يعمل على التنقيب وفي حال شك بوجود آثار دفينة يقوم بالتفاوض مع صاحب الأرض على النسبة التي سيقدمها له مقابل السماح له بالحفر واستخراج الآثار.
ونوه “أبو خالد” إلى أنه كثيرا ما يفاجأ بأن الأراضي قد حفرت منذ حوالي 30 عاما، مؤكدا أنه قد يتكلف مبالغ تزيد عن 4 ملايين ليرة سورية في عمليات الحفر دون أن يحصل على أي شيء ثمين.
ويلاحظ انتشار العديد من القطع الأثرية المزورة في إدلب وحماة، كما يحاول البعض نشر الخرافات لكسب المزيد من الأموال.
وأوضح “أبو خالد” أن بعض الأشخاص يقومون بصناعة قطع أثرية مزورة وبيعها على أنها أصلية، ولكن هذا الأمر لا ينطلي إلا على قليلي الخبرة في الداخل، حيث يتفاجؤون عند محاولة بيعها لتاجر ذو خبرة بأنها مزورة.
كما يقوم بعض السماسرة بنشر الخرافات وأن هناك أماكن مليئة بالذهب ولكنها محمية من قبل الجن بهدف ربح المزيد من الأموال من التجار المبتدئين.
يشار إلى أن هناك مجموعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يتبادل خلالها تجار الآثار خبراتهم، ويبيعون ما تم استخراجه من عمليات التنقيب.